الجويدة خير و ابقى للكذابين والحمقى ! / بسام الياسين

الجويدة خير و ابقى للكذابين والحمقى !

((( مهداة للاستاذ صالح العرموطي الذي لا يحتاج الى تقديم.نقاء مواقفه،طهارة تاريخه،وعطر خصاله اولى بتقديمه واقدر مني على الإيفاء بحقه كشخصية متميزة و تُرفع لها القبعة ))).

“المثقف اقرب الناس الى الخيانة لانه الاقدر على تبريرها”.هي خيانة القيم،المُثل،الاخلاق،المباديء التي يحملها،ويكرس حياته للدفاع عنها.فمن يخن نفسه،تهون عليه خيانة اهله.كثرُ هم المثقفون الخونة الذين نقضوا اخلاقهم و ناقضوا سيرهم.فجرف ” فيضان ومضي” تاريخهم في طرفة عين،فكانت نهايتهم كارثية على شاكلة فاجعة البحر الميت و ضبعة ،حتى سقط بعضهم من اجل مكسب او منصب.الخطورة هنا، ان تتزيا الخيانة بزي الدين،القومية،العلمانية.الآعيب تستدعي، فتح ملفات هؤلاء الشواذ، الذين اتخذوا مصالحهم اصناماً يعبدونها، قاستغفلوا الناس واستغلوا مؤسسات التمويل الاجنبي، تحت عناوين مراكز الدراسات، الدولة المدنية،حقوق الانسان،حماية المرأة،االحرية،الديمقراطية،الدين حتى ختان البنات سمسروا عليه لقبض العمولة.فانسلخوا عن دينهم و اوطانهم لإشباع نرجسيتهم،المؤسف ان جُلهم وصلوا واتصلوا وكانت خسارة الخسارة للامة.

مؤسسات غير ربحية تحت يافطات خادعة، تدر على مقاوليها ثروة وشهرة بلا حدود ،رغم انها مصائد للمغفلين بعناوين رنانة.مؤسسات غادرة مثل حصان طروادة تتسلل بمكر، لفتح قلعة المجتمع الداخلية وتفتيت اللحمة الوطنية.لا يخفى على عاقل ان لعبة التمويل الاجنبي ملغمة،لان ما من دولة، تنفق اموالاً طائلة ،دون ان تحصل على مكاسب.فالدول ليست تكايا عجزة ولا جمعيات خيرية كما قال كيسنجر ذات يوم للبرازاني الاب، عندما طالبه بان تفي امريكا بوعودها للاكراد، بعد خدماتهم الجليلة لها.المثل الاقرب لنا تمويل اللاجئين السوريين، ليس كرماً ولا منّة،انما للحد من الهجرة والخوف من فوضى عامرة بالمنطقة لا احد يستطيع ضبطها.

المثقف الصلب، يلهث طوال عمره للقبض على طرف خيط الحقيقة، لحل الاسئلة المُلغزة التي تتحداه وتستفزه. لكن التحدي الاكبر يكمن في فك اسرار شخصيته.لذلك تراه يجاهد لسبر اغوارها للإطاحة بغوامضها،من اجل ترتيب اوارقه لمواجهة العالم الخارجي.فلا عجب ان يرفع الفيلسوف سقراط مقولة :ـ ” اعرف نفسك ” لتحرير الانسان من شرور ذاته،على راسها الكذب،ويأتي الحديث النبوي ساطعاً، فحينما سُئل النبي عليه صلوات الله : ” يا نبي الله ، هل يزني المؤمن؟ قال: ( قد يكون من ذلك ) .قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: ( قد يكون من ذلك )، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟ قال: (لا)، ثم أتبعها: ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون . ( فقد افترى علينا” كذاب” فرية فتنوية،كادت ان تزلزلنا،لكن الاجهزة المختصة قطعت حبل لاعب السيرك ،و انزلته دار الجويدة، دار الهوان والمذلة ونزعت عنه ما يغطي سوءته،فانقلبت عبقريته المكذوبة الى مسخرة،اذ انني لم اتصور يوماً انساناً، يعتمر عمامة الدين الفلسفية، ويوحل بهذه القذارة

بدهية غير قابلة للمناقشة.المؤمنون لا يكذبون.فهم اهل صدق واستقامة. تعرفهم بسيماهم من اثر السجود،من انوار وجوههم المشرقة،من نفوسهم الراضية المرضية،من طباعهم الوادعة،من تسامحهم حتى مع من اساء لهم .طبيعتهم الايمانية تنفر من الميول العدوانية،لانهم بتشكيلتهم الفطرية يميلون للدعة،حيث وطنَّوا انفسهم على الرحمة،و اصغوا لهمس قلوبهم الشفيفة النابضة بذكر الله ،فذابوا حباً بالانسانية.لم يرفعوا يوماً جداراً مع الآخر المخالف، ولم يحفروا خندقاً مع المختلف، لان باب التواصل مفتوح على قنطرة من ذهب وحب. ناهيك انهم لا يبنون ابراجاً عاجية كما يظن ـ اهل الخيبة ـ انها تجلب الهيبة و الابهة.فسعادتهم في المساعدة، لإدخال السرور على القلوب المكلومة و فك الكُربات الطارئة والمزمنة.

المفردة اللائقة بالمؤمنين انهم من طراز الملائكة بصور بشرية.خاصية خاصة خصهم الله بها،لتميزهم بالصدقية،في حين ان الكذب من شيم السوقة والافتراء صفة لصيقة بالسرسرية…..اما حكاية الشهادة العالية،ربطة العنق الانيقة،الهالات الاجتماعية اللألآءة،روافع مشروعة ( قد ) ترفع صاحبها للقمة،و ( قد ) تكون ” عدة نصب ” يتقنع بها الوصولي للوصول لمآربه الشخصية،فيما تبقى الحقيقة ان:ـ ” السرج المصنوع من الذهب لا يجعل من الحمار حصانا ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى