الجزيرة.. حين تغلقها إسرائيل / عمر عياصرة

الجزيرة .. حين تغلقها إسرائيل

حين تقرر دولة الاحتلال الاسرائيلي اغلاق مكاتب قناة الجزيرة لديها، وتسوّق حجة ان القناة تقوم بالتحريض ضد المواطنين الاسرائيليين، وتشارك في خسارتها لخيرة ابنائها، فهذا لعمري وسام شرف للقناة سيزيد من قوتها ويعطي الدولة الراعية «قطر» مددا اضافيا في مواجهتها دول الحصار.
قرار الاغلاق كان في جوهره الحقيقي اصطفافا مقصودا ومعلنا من نتنياهو الى جانب الدول المقاطعة قطر، كأنه وبكل غطرسة، ودون العودة لعواصم الدول الاربع، يعلن عن تحالف جديد تتناغم فيه المواقف.
وزير الاتصالات الصهيوني ايوب قرا أكّد هذه الحقيقة بقوله «إن إسرائيل استندت في قرارها إلى قيام دول عربية سنيّة بإغلاق مكاتب الجزيرة لديها وحَظر عملها»، وأضاف: «لا مكان لقناة تُؤيّد الإرهاب في إسرائيل».
طبعا انا ادرك ان اسرائيل لم تكن لتسمح يوما للجزيرة بالعمل في داخل حدودها لولا انها – اي اسرائيل – تجني فوائد من ذلك، واهم هذه الفوائد السماح بتمرير الرواية الصهيونية تحت ستار كثيف من الرغبة بالتطبيع.
كثيرون وجهوا لوما شديدا للجزيرة في البدايات على استضافتها صهاينة على شاشتها، لكن مع مرور الوقت شعرنا ان انحيازات القناة لقضايا الامة وللشعب الفلسطيني بددت قيمة هذه الاستضافات، واعتقد ان اسرائيل لم تعد ترى في وجود الجزيرة في تل ابيب اي فائدة، فكان اغلاقها لسببين، اولهما ان الجزيرة تضر بمصالحها، والثاني انها تريد الانحياز لتحالف جديد ومغازلة الرياض اكثر.
الدول الاربع التي تحاصر قطر شعرت بالاحراج من طريقة «سيناريواخراج» اسرائيل لعملية اغلاق الجزيرة، فقد تعرضت حجج هذه الدول المسوقة لمقاطعة قطر للاحراج، فالارهاب الذي يتهمون به قطر «يا هل ترى» هو ذاته الارهاب التي تدعيه اسرائيل بحق الجزيرة؟!!
الجزيرة ليست ملاكا بلا اخطاء، وهناك ملاحظات عليها يسجلها انصارها قبل خصومها، لكنها في النهاية تبقى الوحيدة الاكثر اقترابا من الموضوعية والمهنية ونبض الناس، والدليل ما فعلته اسرائيل، ويصدق قول الشاعر: اذا جاءتك مذمتي من ناقص …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى