الجبهة السورية الإسرائيلية تشتعل بعد إسقاط طائرة إف- 16

سواليف

أعلنت إسرائيل أمس شن ضربات “واسعة النطاق” استهدفت مواقع “ايرانية وسورية” داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز اف-16 في أراضيها، وإثر اعتراضها لطائرة من دون طيار في اجوائها أكدت أنها ايرانية انطلقت من سورية.
الى ذلك، بالتزامن مع التصعيد على الجبهة السورية الاسرائيلية فجر امس فوق الاجواء السورية والفلسطينية، تعاملت الأجهزة الأمنية الاردنية المختصة، مع سقوط حطام اجسام عسكرية جوية (طائرة او صاروخ) في مناطق ملكا بمحافظة إربد، فيما تحدثت انباء غير رسمية عن سقوط اجسام شبيهة في منطقتي الجيزة وشرق المعهد المروري في محافظة العاصمة.
وأكد مصدر أمني لـ”الغد” عدم وقوع أي إصابات أو أضرار بمنطقة ملكا، وأن الحطام سقط بمناطق خالية من السكان، مشيرا الى ان التحقيق جار لتحديد مصدر الحطام.
واشار إلى أنه تم وضع حواجز أمنية على مكان السقوط، ومنع المواطنين بعدما شهد المكان تواجد المئات من المواطنين، حيث تم نقل الجسم من مكانه بواسطة آليات تابعة لسلاح الهندسة لتحديد ماهية الجسم ومصدره.
ووفق ما تحدث به عدد من سكان بلدة ملكا لـ”الغد”، فإن أصوات انفجارات هزت البلدة، ودفعت بعض السكان للوصول إلى مكان مصدر الصوت، قبل أن تحضر الأجهزة الأمنية المختصة وتتعامل مع الحادثة.
وأشار محمد ملكاوي احد سكان بلدة ملكا أن أصوات انفجار قوي وقع قريبا من منزله عند الساعة التاسعة من صباح أمس، وانه بعد ان توجه إلى المكان شاهد جسما غريبا على شكل هيكل طائرة أو صاروخ، حيث تم تبليغ الأجهزة الأمنية على الفور التي توجهت إلى المكان وقامت بإطفاء النيران المشتعلة.
وقال محمد مقدادي إن أصوات الانفجارات كانت تسمع بوضوح في ساعات الصباح الباكر، بعد أن اختفت تلك الأصوات منذ أكثر من 6 أشهر داخل الأراضي السورية القريبة من لواء بني كنانة.
ولفت إلى أن السكان في المناطق القريبة، وخصوصا في بلدات خرجا وعقربا وملكا ومرو وغيرها من بلدات لواء بني كنانة، اعتادوا منذ سنوات على سماع أصوات الانفجارات في الجانب السوري، والتي كانت قوية فجر امس.
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي ان مقاتلة له سقطت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، في شمال اسرائيل وأصيب أحد طياريها الاثنين إصابة بالغة.
وهي المرة الاولى التي يعلن فيها الجيش الاسرائيلي بشكل واضح عن ضرب أهداف ايرانية في سورية. كما أنها المرة الاولى منذ فترة طويلة -30 عاما حسب صحيفة هآرتس- التي تفقد فيها اسرائيل مقاتلة اصيبت بمضادات ارضية خلال مشاركتها في غارات في سورية.
ووجه متحدث باسم الجيش الاسرائيلي هو الكولونيل جوناثان كونريكوس تحذيرا الى سورية وايران قائلا انهما “تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية” مؤكدا “إننا لا نسعى إلى التصعيد لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات” وعلى استعداد لتدفيع “ثمن باهظ” على مثل هذه الأعمال.
وفي كلامه عن الطائرة من دون طيار الايرانية التي دخلت الاجواء الاسرائيلية قال المتحدث “انه الانتهاك الإيراني الاكثر وضوحا للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية”، مضيفا “لذا، جاء ردنا بمثل هذه الشدة”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أن هذا التصعيد الأخير بدأ ليلة الجمعة السبت مع دخول طائرة من دون طيار ايرانية الاجواء الاسرائيلية بعد اطلاقها من الاراضي السورية. واكد الجيش ان مروحية من نوع اباتشي اعترضت هذه الطائرة المسيرة وأسقطتها.
واضاف الجيش انه “ردا على ذلك” اغارت مقاتلات اسرائيلية على الانظمة التي اطلقت منها الطائرة المسيرة، لكنها تعرضت “لاطلاق نار من صواريخ مضادة للطيران”.
واكدت الشرطة الاسرائيلية ايضا ان المقاتلة من نوع اف-16 تحطمت قرب حيفا في شمال اسرائيلي.
من جهتها اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الغارات الاسرائيلية استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سورية شرق حمص، وان طائرات اسرائيلية عدة اصيبت.
ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري قوله “قام كيان العدو الاسرائيلي فجر اليوم بعدوان جديد على احدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة”.
أما مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن فاعلن ان الغارات الاسرائيلية استهدفت مواقع شرق حمص في وسط سورية في منطقة تتواجد فيها قوات ايرانية وعناصر من حزب الله الشيعي اللبناني.
وشنت المقاتلات الاسرائيلية موجة ثانية من الغارات “الواسعة النطاق” استهدفت، بحسب بيان للجيش الاسرائيلي “12 هدفا إيرانيا وسوريا من بينها ثلاث بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وأربعة أهداف ايرانية غير محددة يملكها الجهاز العسكري الايراني في سورية”.
وفي اشارة الى هذه الموجة الثانية، أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لضربات اسرائيلية ثانية استهدفت قواعد للدفاع الجوي السوري في ريف دمشق، بحسب وكالة “سانا”.
وسارعت روسيا الى دعوة جميع الاطراف في سورية الى “ضَبط النفس”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ندعو بقوة جميع الاطراف الى ضبط النفس وتجنب جميع الاعمال التي من شأنها أن تؤدي الى تعقيد أكبر للوضع”. واضافت “غير مقبول بتاتا تهديد حياة الجنود الروس المتواجدين في الجمهورية العربية السورية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب”.
واندلع جدال عبر الإعلام حول ما اذا كانت الطائرة من دون طيار التي تقول اسرائيل انها اسقطتها قد دخلت المجال الجوي الاسرائيلي ام لا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي لفرانس برس ان “الادعاءات عن تحليق طائرة ايرانية مسيرة سخيفة جدا”، مضيفا “ان القادة الاسرائيليين يلجأون الى اكاذيب بحق دول اخرى للتغطية على جرائمهم في المنطقة”.
وفي السياق نفسه نفت “غرفة عمليات حلفاء سورية” التي تضم قياديين من ايران وحزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سورية، ارسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الاسرائيلية فجر امس، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها “افتراء”.
الا ان الرد الاسرائيلي جاء على لسان المتحدث باسم الجيش كونريكوس الذي اكد ان السلطات الاسرائيلية عثرت على حطام الطائرة من دون طيار التي اسقطت واكد انها ايرانية.
وقال في هذا الاطار “تم اعتراض الطائرة من دون طيار في غور الاردن من قبل مروحية اباتشي اسرائيلية ولدينا حطامها ونؤكد انها ايرانية”.
ورجّح كونريكوس ان تكون المقاتلة الاسرائيلية تحطمت جراء تعرضها لنيران مضادة للطائرات، من دون ان يؤكد هذه الفرضية.
ولاحقا اجتمع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين من بينهم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت.
واعتبر حزب الله اللبناني امس أن اسقاط الجيش السوري لمقاتلة اسرائيلية يشكل بداية مرحلة “استراتيجية” جديدة، من شأنها أن تضع حداً “لاستباحة” أجواء سورية وأراضيها.
وأورد في بيان “يشيد حزب الله بيقظة الجيش العربي السوري الذي تصدى ببسالة للطائرات الإسرائيلية المعادية وتمكن من اسقاط مقاتلة من طراز أف 16”.
من جهتها اعلنت الخارجية اللبنانية عزمها على تقديم شكوى ضد اسرائيل في مجلس الامن لان طائراتها التي اغارت على سورية استخدمت الاجواء اللبنانية.
وافاد بيان صادر عن الخارجية اللبنانية ان الوزير جبران باسيل “أعطى تعليماته الى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لادانتها وتحذيرها من مغبة استخدامها الاجواء اللبنانية لشن هجمات على سورية”.
ومنذ اندلاع الاحداث في سورية عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع الا انها كانت تستهدف احيانا مواقع للنظام السوري او قوافل سلاح مرسلة الى حزب الله.
وفي اذار/مارس 2017 استهدف الطيران الاسرائيلي قافلة سلاح في سورية واعترضت صاروخا اطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه اسقط مقاتلة اسرائيلية واصاب اخرى، الامر الذي نفته اسرائيل.
وكان نتنياهو حذر الشهر الماضي من موسكو امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من “خطر” تمركز ايران عسكريا في سورية وسعيها لانتاج اسلحة متطورة.
وقال نتنياهو الثلاثاء الماضي محذرا في هذا الاطار “نحن مع السلام الا اننا مستعدون لكل السيناريوهات وننصح الجميع بعدم التحرش بنا”.

(ا ف ب)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يا ريت حد يفسرلنا سقوط اشلاء من الصواريخ المضادة او الطائرة الصهيونية في منطقة الجيزة يعني في منطقة مطار الملكة علياء وهي على بعد اكثر من 100 كيلومتر جنوبا من مثلث الحدود السورية الاردنية مع الاحتلال الصهيوني…

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى