الثوب والحاشية / يوسف غيشان

الثوب والحاشية

كنا نسميه الأستاذ، هكذا دون اسم، إذ كانت تناط به، اغلب الأحيان، اضافة الى دروس التاريخ ،مهمة الحلول مكان الأساتذة المتغيبين في جميع الدروس، وجميع الصفوف، حتى انه كان يحل محل الكاهن احيانا في دروس التربية الدينية.
كان قاسيا وظالما وساخطا، بلا مبرر في اغلب الأحيان، مع طبع يميل الى الشراسة، التي لم يكن ينجو منها، حتى التلامذة الأوائل، كنت احدهم في الصفوف الإيتدائية، على الأقل. كان يضربنا بيديه الغليظتين ، دون سبب نفهمه، أغلب الأحيان.
غالبا ما يستغل الأستاذ الحصص، ليروي لنا قصصا وحكايات، حين يصعب عليه الدرس، وهذا ما كان يفرحني، رغم النهايات المؤلمة التي اتعرض لها نهاية الحكاية.
ذات حصّة غاب عنها المعلم المختص، حدثنا عن قصة الأمبراطور، الذي اوهمه خيّاطه بانه فصّل له ثوبا شفافا لا يراه سوى الذين يحبون الإمبراطور، فخرج على شرفة قصره عاريا أمام الجمهور، يستعرض ثوبه الوهمي ، فشرعت الحاشية في امتداح الثوب.
ياالهي ما اجملك في هذا الثوب
– انت نصف اله
– لا بل انت……
بينما الإمبرطور يسير الهوينى متباهيا بثوبه الوهمي، والخياط يدور حوله رافعا حواشي الثوب الوهمي ، والجمهور يبدي اعجابه بالثوب الوهمي
صرخ طفل بين الجمهورقائلا:
– الإمبراطور عار تماما.
التفت الجميع صوب الطفل وقالوا بصوت واحد:
– مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا؟؟؟؟؟
اكل الطفل صراخه:
– الإمبرطور عار تماما….. اها اهو اهييييييييييي
انسجمت مع القصة،وما كان من جناب حضرتي سوى أن سألت الأستاذ بسرعة :
– وشو صار في الطفل، بعد ما حكى هالحكي.. استاذ؟؟
سكت الأستاذ للحظة ظننتها دهرا، ثم هجم صوبي بيدية الجبّارتين يصفعني في كل الإتجاهات، حتى غبت عن الوعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى