التَاكسِّي الأصّفَر بَيْن نَازِيّة هَيئَةُ قِطَاع النّقلِ وَالإبَادةُ الجَمّاعِية الكمّبودِيَّة / فداء العبادي

التَاكسِّي الأصّفَر بَيْن نَازِيّة هَيئَةُ قِطَاع النّقلِ وَالإبَادةُ الجَمّاعِية الكمّبودِيَّة
فداء العبادي

يبدو أن النازية الالمانية قدمت نفسها على أنها تحمل تصورًا جديدًا للعالم , غير أن مُجمل المبادىء والأفكار التي تبنتها, جعلها تدخل في الحرب العالمية الثانية وتصطدم مع القوميات الاروبية الاخرى, لتنتهي هذه الحرب في عام 1945 بهزيمة النازية , بعد سلسلة جرائم تاريخية لا زالت موشومة في الذاكرة . وكان من أهم العوامل الرئيسية لهزيمة ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية, يعود إلى شخصية زعيمها “أدولف هتلر” المتصلبة, وتقديراته العسكرية الخاطئة إضافة إلى رفضه قبول المشورة.
ففي المراحل الأولى للحرب؛ كان الانطباع السائد؛ أن هتلر عبقري يتمتع بحنكة عسكرية كبيرة بيد أن, المراحل الأخيرة من الحرب أثبتت العكس تمامًا, حيث واصل هتلر تمسكه الشديد بسياسته, وقراراته الأولية, ورفّضْ الإستجابة لِمشورة بعض قادته الكبار, حتى بعد أن أصبحت الحرب حربًا خاسرة.
وهنا يقول المفكر الفرنسي “ألبار كامو Camus”: إن أسباب هزيمة النظام النازي, قيامه على فكرة ساذجة في الاصل, فالتناقض والخلل الداخلي ,أدى الى انكسارها فكريًا قبل سقوطها عسكرياً.
تمامًا كالتناقض الحاصل في هيئة قطاع النقل ضد التاكسي الأصفر , فما بين القرار القضائي الصادر بتاريخ 18\4\2018 بحق تطبيقات الشركات المتغولة (أوبر – كريم ) وإيقاف عملها, وتصريحات وزير النقل بتاريخ 9\4\2018 بترخيصها قبل نهاية نيسان الحالي ,إلى “الإطلالة الجذابة ” لمديرعام الهيئة (م.صلاح اللوزي) في البرنامج التلفزيوني [ألاردن هذا المساء ] بتاريخ 19\4\2018, مادحًا ومستحسنًا تغول هذه التطبيقات , من مبدأ مواكبة التطور الالكتروني في شتى مجالات الحياة ( وكأن الحياة في الاردن مثالية, الى الحد الذي لم يبقى سوى مواكبة التطور الالكتروني والتسارع التكنولوجي ) , كل المعطيات في هذا اللقاء التلفزيوني تشير الى ضرب القرار القضائي بعرض الحائط . مع العلم تأكيده سابقَا على أهمية تغول هذه الشركات في نفس البرنامج بتاريخ 28\8\2017 مع الاعلامي حازم الرحاحلة .
ثم ليكتمل [الإنفصام لدى المواطن ] بتصريح وزارة الاتصالات الصادر بتاريخ 18\4\2018 في صحيفة سرايا الاخبارية , بأن الوزارة غير معنية ب (أوبر –كريم ) .
من المعني إذاً ؟ هل المعني بتطبيقات أوبر وكريم يستقر بوزارته في المريخ ؟
سيادتكم : لسنا افضل حال من [ فرنسا ,بريطانيا , اليونان , إيطاليا وإسبانيا ], هم يعيشون أفضل منا وبأفضل حياة وأفضل وظائف وأفضل مستقبل أيضا؛برغم ذلك أوقفوا تغول هذه الشركات . ففرنسا التي تعتبر من أكثر الأنظمة الحريصة على التنظيم في أوروبا , أصدرت أمرا قضائيًا بعدم قانونية هذه الخدمة وإيقافها .
فكيفَ الحالُ إذاً بشعب هو (نَحنْ) ؟ وأي قرار نازي سَيُحمّلكُم خطيئة [أُسَرٍ تعتاش فقط على عمل التاكسي الأصفر ] الذي باتت التطبيقات تستحوذ على 80% من دخل هذا السائق التقليدي.
هذا “التاكسي الاصفر” الذي على حد قول “اللوزي ” في تصريحه 2017 ,بأن سلوكيات سائقيها سيئة , هي يا سيدي لا تصل الى حد سوء سلوكيات سائقي التطبيقات , ويبدو أن آخر تفاصيل سوء السلوك لهم والذي تمثل بتسجيل صوتي لأحد سائقيهم(اوبر وكريم) بدا فيه بحاله غير طبيعية , متحّديًا فيه بالحرف الواحد:
(والله لو مش الملك والله وزير النقل وقرايبه وشوفيرية التكاسي الحفرتلية ما بوقفو التطبيقات ,ولوطلع القرار رح يشتغل كريم ,لانه بجيب مصاري للدولة..الخ التسجيل)
أهذه أخلاق ؟ أم (نغاشه ) .
يبدو أن القرارت بترخيص هذه الشركات الاجنبية المتغوله ضد التاكسي الاصفر, يعيد الصورة لتاريخ الإبادة الجماعية التي قام بها [الخمير الحمر ] في “بنوم بنه” في كمبوديا عام 1975 ,حيث أسهم مستوى الدمار الذي الحقه الخمير الحمر,إسهاما كبيرا في زيادة الفقر الذي يواجهه العديد من الكمبوديين اليوم .

“حب الوطن شيء آخر
مساحة بلا حدود, لانها بلا ثمن إما ان تكون أو لا تكون ,لا تُكتسب مثل الوطنية ,تكاد تكون غريزة بلا ناظم لها ,نشتهيه ولا نطلب منه شيئًا إلا سعادة ألالم ,عندما تتراجع كل القيم ينهض هو فينا كمرض لذيذ تصعب مقاومته ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى