التكننة لا الأردنة!!! / د . ناصر نايف البزور

التكننة لا الأردنة!!!

نُقلَ عن أمين عام رئاسة الوزراء ، ورئيس ديوان الخدمة المدنية الأسبق “بأن وجود (1200) مدرّس جامعي غير اردني في جامعاتنا الرسمية والخاصة يعني حرمان (1200) أردني من حقهم في العمل”!!!
و من هُنا بدأت المبكاة؛ و أخذ بعض الأساتذة الجامعيين الذين لم يحصلوا على فرص عمل في الجامعات الرسمية بالندب و اللطم… تارة بذريعة الأردنة؛ و أخرى بحجّة سد حاجات الأسر الففيرة… 🙁
أوّلاً: إنَّ مؤسسات التعليم العالي و الجامعات ليست تكايا و لا وزارة تنمية اجتماعية لسد حاجة الفقراء…
ثانياً: التعليم العالي يهتم بتطوير سوية المخرجات التي قد تسهم في التنمية المستدامة فكرياً و صناعياً و اقتصادياً؛ فهي تُقدّم القُدّوم للمُحتطبين ليعتاشوا و لا تُعطي المال للفقراء ليتّكلوا… 🙁
ثالثاً: إلى كل مدافع عن الأردنة في التعليم العالي… كونوا صادقين مع أنفسكم يا قوم و كفانا بيع شعارات…القاعدة واضحة وضوح الشمس و لا أتحدّث عن الإستثناءات فهي موجودة؛ فخريج أمريكا و اليابان و بريطانيا كقاعدة و ليس كاستثناء مرّة أخرة أكثر تأهيلاً و تدريباً و تسليحاً بعشرات المرّات من غيره من أصحاب الشهادات المحليّة…

اصدقوا مع أنفسكم… فلو أنّ زوجة أحدكم طلبت منه شراء ثلاّجة فهل ستقبل منه أن يشتري ثلاّجة يابانية أو أمريكية أم ثلاّجة صناعة محلّية… و الله قد تطرده من البيت لو اشترى الصنع المحلّي … إذا كان هذا حالنا الآلات… فكيف يكون وضع حملة الدكتوراة من البشر… كفانا تنظيراً و صيداً في الماء العكر 🙁
رابعاً: الكفاءة يجب أن تكون هي الأساس الأوّل و الأخير في التعيين للنهوض بالوطن!!! فهناك عشرات الأساتذة العراقيين في جامعاتنا ممّن قدّموا للتعليم العالي الكثير؛ و لو استبدلناهم بأردنيين أقل كفاءة لوقعت نكبات و نكبات… و على سبيل المثال فهناك دكتور عراقي اسمه عدنان كاظم ممن بنوا قسم اللغات الحديثة في جامعة آل البيت بل و الأردن؛ فيما يقابله دكتور أردني في نفس التخصّص في جامعة حكومية أخرى ممن هدموا أقسام اللغات في الأردن… فهل نصبح سُذّجاً و نستبدل أمثال عدنان كاظم بأمثال هذا الجاهل فقط لأنّه أردني!!!؟؟؟
خامساً: فهناك آلاف الأساتذة الأجانب في الجامعات الأمريكية … و هذا سبب ريادتها… إذا قبلنا بأردنة التعليم العالي فيجب أن نقبل بمبدأ جامعات الشمال لأهل الشمال… و جامعات الوسط لأهل الوسط… و سننتهي بتطبيق مبدأ الجامعات الجديدة لأبناء الجديدة… و الجامعات القديمة لأولاد القديمة… و الجامعات الهاملة لأولاد البايرة… 🙁
ما هكذا تصنع الشعوب حضاراتها و لكن تصنعها بالتكننة و المهننة، لا بالأردنة، ولا بالقطرنة ولا بالعكننة!!! و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى