التفاوض على الوصاية / أحمد فرحان

التفاوض على الوصاية
شهيد جديد يضاف لسلسلة الشهداء الاردنيين المدافعين عن القضية الاسلامية العربية الاولى، شهيد آخر تحمله اكتاف الاردنيين.
جرأة صهيوني على قتل اردني في وسط العاصمة الاردنية لا يبشر بخير، ولا يدل على قوة، قوة الحكومة تظهر في مثل هذا الموقف، هنا يظهر عجز وضعف الحكومة الاردنية بالدفاع عن دماء ابنائها.
المقايضة على دم الشهيد محمد الجواودة هي مقايضة خاسرة، ولن تنقذ الموقف الرسمي من تنازله عن دم الشهيد.
لا ندري ماذا يجري في الكواليس، هل تعتب الحكومة الاردنية على نظيرتها الصهيونية لكثرة الاحراجات التي تسببها الاخيرة، ام ان الامور تجري على عكس ذلك.
الشعب الاردني الحر لم يعد يحتمل تقبل كل هذه الاهانات، ولم يعد يحتمل هذا القدر من التنازلات التي تمس كرامته التي يبذل مقابلها الغالي والنفيس.
مقايضة دم الشهيد جاء منقذا للصهاينة، فلم يبق الا القليل لترضخ حكومة الصهاينة للمرابطين والمرابطات امام ابواب الاقصى، ليسجل المقدسيين نصرا جديدا على المحتل، وقبول اسرائيل بتسلم القاتل مقابل التخلي عن تركيب البوابات الالكترونية على ابواب الاقصى جاء كما تتمنى اسرائيل.
يعود القاتل لاحضان نتنياهو، ونحن نودع شهيدنا في احضان التراب.
وجود السفارة الاسرائيلة على الاراضي الاردنية لم يعد مقبولا في ظل هذا الاحراج الذي تسببه للحكومة الاردنية، وخصوصا في ظل عدم القبول الشعبي للسفارة منذ تأسيسها.
اما سياسيا، فالحكومة الاردنية الموقعة على اتفاقية وادي عربة مع اسرائيل، بيدها ورقة هذه الاتفاقية للضغط على اسرائيل لكي ترضخ لاي مطالب شعبية اردنية، ولكن لا ندري لماذا تتنازل هذه الحكومة عن دماء ابنائها بهذه السهولة.
اما عن الوصاية على المسجد الاقصى، فهو حق للقيادة الاردنية، ومن ضمن الاعراف الدولية، واي اعتداء على المقدسات او اغلاقها فهو من مسؤولية الاردن لحمل هذه القضايا وتدويلها، والمطالبة بالحق الشرعي في حماية هذه المقدسات، والتفاوض مع الصهاينة مقابل حماية المقدسات هو بمثابة تنازل عن هذا الحق.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى