التفاحة / يوسف غيشان

التفاحة
عيّنوه معلماً في قرية نائية تظهر كالنتوء على حدود الصحراء. القرية وسكّانها جميعاً تحت خط الفقر بأمتار.. لكنه لاحظ أن الأطفال يأتون إلى المدرسة بحماسة ، ويتلهفون إلى الاستماع إلى الدروس وحفظها – ربّما لأنه لا يوجد لديهم ما يفعلونه – !
هو من عائلة فقيرة أيضاً ، وقد قبل أن يعمل هنا طمعا في علاوة (بدل جنوب) ولتوفير بعض المال لإعالة أبويه وأخوته ، وربما لتوفير ما يمكّنه من التفكيرفي إكمال نصف دينه خلال السنوات العشر المقبلة .
في حصّة العلوم ، كان الدرس حول الجاذبية الأرضية ، طفق يشرح للطلبة ، كيف اكتشف إسحق نيوتن موضوع الجاذبية . حدّثهم كيف جلس نيوتن تحت شجرة تفاح منهكاً ، وما كاد يغفو حتى سقطت تفاحة من الشجرة فشجّت أنفه.. تفاجأ نيوتن بالحدث ، وترك أنفه ينزف ، وهو يفكر في تلك القوة التي جعلت التفاحة تسقط من شجرة التفاح إلى الأرض .. ظل يفكر حتى اكتشف ما أسماه بالجاذبية الأرضية ، حيث تجذب الأرض الأجسام إليها .
وبعد شرح مبسّط عن قوانين الجاذبية ، كما ورد في الكتاب ، لاحظ أنّ الطلبة بكامل انتباههم ، لكنّ مسحة من عدم الفهم والحيرة تعلو وجوههم جميعا .
سألهم إذا ما كان هناك من لديه استفسار ، فرفعوا أصابعهم جميعاً.
أحس وكأنهم سوف يسألون السؤال ذاته ، فقال لهم بشكل جماعي :
– ما هو السؤال ..؟؟ اسألوا!!
فقال الطلبة بصوت واحد :
– ما هو التفاح يا أستاذ؟
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى