التغيرات في السعودية / عمر عياصرة

التغيرات في السعودية
كما هو متوقع، انتهت التغيرات القيادية في المملكة العربية السعودية نحو انتقال الحكم من ابناء عبد العزيز الى ابناء سلمان بن عبد العزيز.
كل القرارات التي اتخذت سابقا كانت تمهد للخطوة الاخيرة الرامية الى تولي الامير الشاب محمد بن سلمان منصب ولاية العهد خلفا لابن عمه الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
الامير الشاب يمثل اليوم الرجل القوي في المشهد، بل الرجل الاوحد، بزغ نجمه منذ سنتين، سوق ذاته باحتراف ومهارة في الغرب وتحديدا في الولايات المتحدة، وعرف ديّتها، فطغى بريقه على ابن نايف، وتمكن اخيرا من فكفكة كل عراقيل الاسرة المالكة، ليصل الى موقع يؤهله لحكم السعودية مستقبلا.
الامر استقر، ولا اعتقد ان ثمة عدم يقين ستعيشه السعودية في القادم من عهدها، وهو اولا واخيرا امر داخلي يتعلق بالسعوديين وطريقة ادارة بلدهم.
بالمقابل، لابد من الاعتراف ان السعودية دولة كبيرة وهامة، وسياسات من يحكمها تؤثر على المنطقة برمتها، لاسيما اننا نعيش في في هذه اللحظات من عمر الاقليم اشتباكا سعوديا مع اغلب ملفات المنطقة المتوترة والهادئة.
«ابن سلمان» ذهب للحرب في اليمن، متردد في سوريا، يرغب بمواجهة ايران، استعاد الحضور الاميركي في المنطقة، يملك خطة اقتصادية (2030) لا زالت موضع تجربة وشك، قريب مقرب من مواقف محمد بن زايد الاماراتي، في صراع مع قطر، انعكست ميزاته الشابه واندفاعه على المزاج العام للسعودية، فتراهم اقرب للعصبية منها للهدوء، ويجاورون مقولة «من ليس معنا فهو ضدنا».
اردنيا، الملك هنأ ولي العهد الجديد، واعتقد ان دوائر القرار تعرفه جيدا، وتفهم ما يدور في ذهنه، وهناك ود معقول بيننا وبينه يجب البناء عليه واستثماره في توثيق عرى العلاقات بما يخدم مصالحنا الحيوية.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى