“الترِكس”
سهير جرادات
نظرا لطول عطلة العيد ،وجد نفسه مضطرا لأن يبحث عن أي شيء يشغل به وقته ، ويغطي تلك المساحة الفارغة التي وجد نفسه بها ، وتذكر أيام الشباب والمراهقة والشقاوة ، عندما كان يقضي وقته بممارسة أكثر الألعاب إثارة للأعصاب ، ألا وهي لعبة ” الترِكس”.
لعبة ” الترِكس” هي إحدى ألعاب ورق الشدة ، حيث تتطلب التركيز الشديد ،وللأسف تنتهي في كثير من الأحيان بخصام أو احتداد من أحد اللاعبين، وارتفاع الأصوات وبخاصة ضد شريكه (اللاعب المقابل).
وبعد أن حزم أمره ، قرر أن يبحث عن “لعيبة” يشاركونه لعبة ” الترِكس “، ورصد مبلغا من المال لشراء لوازم تنفيذ اللعبة ، وجهز المكان ، وباشر بإجراء الاتصالات مع الأصدقاء والمعارف والأهل ، منهم من لبى دعوته بالانضمام إلى قائمة اللعبة ، ومنهم من خذله واعتذر ، إلا أنه لم ييأس وأخذ يبحث بين الجيران ،حتى مع من لم يتفق معهم في حياته لاختلاف المعتقدات أو الفكر ، لكن الحاجة دفعته إلى تلك الفئات الأقلية أو المختلفة في العقيدة والتفكير .
وأخيرا اتفق مع اثنين من “اللعيبة” ، لكن هذا العدد غير كاف، وبقيت الحاجة إلى لاعب رابع للمباشرة في اللعبة ، وبدأت رحلة البحث عن ” الشريك الرابع ” .
في طريق الصدفة وجد أحدهم، ودعاه لأن يكون “اللاعب رقم أربعة ” في القائمة المعدة مسبقا ، لكن على أن لا يكون له حق أن يثار ، أو أن يتأثر في اللعبة ، وما عليه سوى أن يمارس اللعبة بصمت (من فم ساكت) ، ولا يُسمح له بالتعليق أو حتى المشاركة بالتعليقات ، فقط لأنه اللاعب الرابع في القائمة .
ولعبة ” الترِكس “جميله وممتعه ، تقوم على مبدأ التحدي وحتى أخر ورقة في اللعب ، وتلعب من أربع لاعبين ، وكل لاعب لديه قائمة ، وكل قائمة فيها عدد لا يقل عن ثلاث ولا يتجاوز عدد المقاعد المخصصة لدائرة اللعبة ، فهي لا تقوم على مبدأ الشراكة الحقيقية ، انما تقوم على لاعب ضد ثلاثة لاعبين ، ويكون التسجيل لكل لاعب على حدة، ومن هنا جاءت التسمية .
الممتع في الأمر ، أن هذه اللعبة تمتاز بأنها حامية الوطيس ، وتجد “اللعيبة”،تتعالى أصوتهم بصراخ كونها لعبة مثيرة جدا ، إلا أن المضحك في الأمر أن اللاعب الرابع ،الذي تم البحث عنه فقط لتكملة العدد ، لا يجوز له إذا أصابته عدوى الإثارة أن يرتفع صوته ، عندها سيقف له “اللعيبة” الأصليين بالمرصاد، لأنهم يرفضون أن يسمح لنفسه الانخراط في اللعبة، كونه لاعب زائد ، أو حافظ منزلة ، مُهمته أن ييسر لعب الثلاث الكبار ، ويمكننا أن نطلق عليه تسمية ” حشوة ” .
منذ تاريخ بدء تشكيل القوائم النسبية “للعيبة الأصليين” ، يبقى اللاعب الرابع أو ما يعرف ب ” الحشوة ” ، مهمته سحب وإلقاء الورق ، ويخرج من اللعبة كما دخلها ، وقد يكون نصيبه فقط الاحتفاظ بلوحة من تلك اللوحات التي تم توزيعها على ناصية الطريق ، وفوق الشجر ، وتحت الجسر ، كنوع من الذكرى ، وبعد خسارته ، قد ينجح في اقتناص بعض المكتسبات ..هناك فرق بسيط في طريقة احتساب النجاح والسقوط ، فالفائز في لعبة ” الترِكس” يحصل على أقل النقاط ، ومن يحصل على أكثر النقاط هو الأخير ، على عكس قوائمنا النسبية..
لننتظر “اللعيبة” بعد الانتهاء من لعبتهم ” الترِكس ” ، ونرى النتائح ، سنتعرف وقتها على “اللعيبة “الأصليين ، ومن هو اللاعب الرابع ..
Jaradat63@yahoo.com
مع الاحترام لا اعتقد انك موفقه في هذا المقال فالمقارنه غير صحيحه لا تشابه بينهما ولا يوجد لاعب في التركس بدون اهمية