التجارة بالفقر / علي الشريف

التجارة بالفقر

لا يمكن لاحد ان يتخيل حجم الفقر الموجود في بلادي ولا يمكن لاحد ان يخفيه فالناس الذين عفت نفوسهم كثر والناس الذين باتوا ينتظرون لقمة هنية اكثر.
في رمضان يكثر عمل الخير ويكثر اهل الخير وتكثر اللجان التي تدعي انها لجان زكاة وتطلب الزكاة لتعطيها لاهل الحاجة والغريب انه في كثير من الاحيان لا نعرف اين توزع الاموال او الحاجات التي تخصص في رمضان للفقراء.
التجارة بالفقر هي اخر الصيحات بل انها تجاوزت الرياء ووصلت حد الفجور بالمشاعر بل انها تجاوزت كل القيم والمفاهيم الاسلامية والاعراف التي تعلمناها فرمضان شهر الخير والبركة وليس شهر الاستعراض والنفاق والرياء.
بالامس كتبنا عن طرود الخير ودعي تابط الصدقة وبات يعلن للناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي انها منه بينما هي في الواقع ليست منه ولا علاقة له فيها واليوم ربما يكون الحديث اكثر الما حين نسمع من فلان انه قام بزكاة امواله لفلان كون” الجوع قاتله” وفلان ارسل طرود تموينية لفلان لانه مش لاقي يوكل.
حسنا اذاكان فلان الجوع قاتله فهل تقتله انت بتشميس فقرة امام الناس وتمنن عليه بلقمة في شهر كان احب الشهور الى الله واذا كان اخر مش لاقي يوكل فلماذا صبرت يا صاخب الايادي البيضاء عليه طيلة عام وانت تنظر فقره وعوزه وجوعه ولم تحرك ساكنا.
تجارة الفقر في بلادنا اصبحت تجارة رائجه خصوصا في هذا الشهر المبارك والمتاجره بالفقراء اصبحت اكثر الما بينما المتاجرة بجوع الناس والتمنن عليهم اصبح مصيبة المصائب وكان الذس يقوم بذلك نسي قول الله عز وجل “ولا تمنن تستكثر” هذا ان كان يتذكر قوله عز وجل”
يا من تتجارون بالفقر” ان الله يستر الناس في الارض فلماذا تصرون على فضح حاجتهم وفقرهم لتذلوهم امام الناس وبمعنى اخر تحملونهم جميلة بانك قدمت لهم الطعام فلربما يكون هؤلاء اكثر منكم عفة وامانه وصدقا وشبعا في زمن بات محدث النعمة يتكلم من فوق .
يا تاجر الفقر دعك من تجارتك فهي خاسرة وتاكد انك لن تكبر في عيون الناس ابدا وتاجر مع الله فان ثمة اشخاص مزروع فيهم الفقر هل لك ان تصلهم سرا تعطيهم من مال الله سرا وتحمي عفتهم سرا ولا تشهر بهم ولا تشهر بالصدقة ان كنت تقصدها لوجه الله فانت محاسب عليها يوم القيامة ومحاسب على صورك ونفاقك امام الناس حتى لو صفقوا لك تاكد انك في عيونهم لن تزداد رفعه بل ستزداد وضاعة لو امتلكت مال الدنيا .
يا تاجر الفقر دعك من كل ذلك وتاجر مع الله فثمة غارمين وغارمات بالسجون على مبالغ بسيطة لم يستطيعوا سدادها تقطعت بهم السبل وتكاد ان تتشرد اسرهم ويضيع اطفالهم فهل لك تجارة رابحة باخراجهم والتخفيف عنهم وانت يا حكومتنا الكريمة عشرات الالاف من المحكومين على خلفية غرامات مالية هل لك ان تتاجري مع الله وتغفين عنهم فالعفو من شيم الكرام ورمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار الا يستحق ان تعتق رقاب من السجون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى