البكم الأزرق
زمان كان عندنا في الحارة جار عنده ” بكم ازرق ” قديم ” مكشنت ” صافه في الحارة بأحدى الدخلات .
في العقبة ولبناء الشعب الُمرجانية يتم تغريق سفينة في البحر حتى تكون مأوى للشعب المُرجانية والاحياء البحرية.
هذا “البكم الأزرق ” كان بالنسبة للحارة زي سفينة الشُعَب المُرجانية الغارقة في خليج العقبة .
كان هذا البكم متنفس للجميع،
بني أدمين وحيوانات ….
نلعب طُمايه، نتخبى تحته أو جنبه
نلعب تاغ ، نلف حواليه
الشباب الي بدخنوا، يدخنوا ورآه
وقطط الحارة والكلاب الضالة كانوا يستظلون تحته صيفاً من حرارة الصيف وشتاءً من غزارة الأمطار .
بعض الآباء كان عامل نسخة من مفتاح مزيف للبكم ليلهو به اطفالهم . تجد الطفل يتظاهر بتشغيل البكم وإدارة الاسترينج يمين وشمال .
فرحة الطفل في ذلك الوقت وتلك اللحظة لا توصف، كفرحة مواطن أردني مستوز أستدعوه للدوار الرابع….
البكم المكشنت محله
والطفل في أمان
والاهل أيضا
فلا توجد مقومات للبكم بالحركة لا للأمام ولا للخلف – يعني كل دعامات الصديق د. بهاء الرضاونة ما حركته-.
أطل علينا رئيس الوزراء وعلى يساره وزيرة إعلامه، لم تختلف طلته عن غيره بخصوص الفساد .
مثله مثل غيره من السابقين، استنجد بالمواطن البسيط الذي يلهث وراء لقمة عيشه ليكشف الفساد وكأن المواطن يملك من الصلاحيات والحصانة ليقدم الإثباتات لحالات الفساد.
تصريح رئيس الوزراء تُوحي أن الفساد بحاجة لمجهر .
دوله الرئيس انظر حواليك وأسأل !؟
الموظف الحكومي الفلاني الذي لم يتزحزح من عمان والآن يملك القناطير المقنطرة !!!
الموظف العلاني كذلك !!!!
ما بدنا نشطح كثير لحمك بعده طري ….خلينا في حادثة الصوامع التي تم فيها تلزيم العطاء ب ٧٤ مليون ومن ثم إحالته الى شركة فرعية ب ٣ مليون ثم الى عماله مياومة ب ٣٥٠ دينار !؟
هل هذا بحاجة الى مجهر أو تلسكوب هيئة علماء تحري هلال شهر شوال !؟
هل بحاجة ان يتقدم المواطن بأثبات لذلك !؟
النائب الرياطي عنده شوالات ابو خط أحمر من الإثباتات ، ناديه وأستفسر منه !
أيضاً انت كنت رئيس لجنة التخاصية وبتقريرك ذكرت ان صفقة أمنية والفوسفات فيهما تجاوز ووقتها كانت وظيفتك تقديم رأي اللجنة ولم تكن في موقع محاسبة المتورطين .
الآن انت صاحب ولاية كما تدعي حتى لو كانت ولاية ست وزراء ما في مشكلة !؟
وإلا بحاجة لمواطن في الجفر ان يأتي لعمان ويقدم لك إثباتات !؟
في مقابلة تلفزيونية تضم جمانة غنيمات وأحمد الشقران والأستاذ الدكتور فياض القضاة عضو هيئة مكافحة الفساد يقول الأخير بالخط العريض ان القضايا في الأدراج ولا نقدم ولا نؤخر الا بموافقة مجلس الوزراء .
ما الفرق بين جارنا الذي يُعطي طفله المفتاح المزيف للعب بالبكم وبين الرزاز الذي يقول للمواطن أحمل دليل الفساد وبوجهك على الجهات المختصة !!!!!
وين هي هاي الجهات المختصة والجهات الممتصة !؟ وهل المواطن آمن من ان تنهشه القطط و الكلاب الضالة اذا ما توجه الى هذه الجهات المختصة !؟
أليست اليات مكافحة الفساد حاليا بوضعها وتشريعاتها وقوانينها ك ” بكم ” حارتنا الأزرق لا للصدة ولا للردة !؟
