البستاني يحاضر عن (حياة نزار قباني وشعره)

عمان- هديل الخريشا- استعرض د. عبد الفتاح البستاني حياة نزار قباني وشعره وذلك خلال المحاضرة التي القاها مساء اول من امس في دائرة المكتبة الوطنية حيث قدم عرضا لمجموعة مختارة من صور الشاعر نزار قباني منذ نشأته في دمشق، وحتى وفاته في لندن عام 1998.
وقال د. البستاني في المحاضرة التي قدمته الروائية ليلى الاطرش:»كان الشعر وما زال واحدا من اسس حياتنا الفكرية والعاطفية, وبذلك فانا منحاز الى الشعر لان الشعر الجيد يمكنه ان يزرع الامل والحكمة, ويمدنا بالراحة في زمن الشدة, كما انه يحفظ للغة العربية القها وتميزها, وينشط الذهن، ويصقل العاطفة, ويمكنه ان يحرك الجماهير عندما تتحول الكلمة الى طاقة وهذا هو السر في سحر القصيدة الذي يمدها بالقوة».
وتناول د. بستاني شعر قباني بالبحث والتحليل في مختلف مراحل حياته فقال:»لغة نزار قباني وشعره اثمرت ادبا يتميز بالايقاع الجميل، والصورة الغنية والصياغة المتجددة، واسست لولادة ظاهرة « نزارية» ونمط فريد بأوزانه وقوافيه, خاصة عندما يخاطب المرأة (ايتها الوردة… والياقوتة… والريحانة والسلطانة بين جميع الملكات يا قمرا يطلع كل مساء… من نافذة الكلمات يا آخر وطن اولد فيه… وادفن فيه… وانشر فيه كتاباتي), وبذلك اصبح نزار قباني شاعر الحب بدون منازع، وشاعر المرأة بامتياز».
وبين د. البستاني ان :»شعر نزار قباني يبدو في اكثر الاحيان شديد البساطة ومفرداته مألوفة، ما منحه تلقائية وعفوية جذابة, واوزانه حرة راقصة مما دفع بالكثير من الموسيقيين لتلحين قصائده, اصدر ديوانه الاول قالت لي السمراء عام 1944, وكان عمره 21 عاما ولا زال طالبا في كلية الحقوق، د. منير العجلاني يقول في مقدمته «ما كتب هذا الديوان الصغير ليقرأ فقط, لكنه كتب ليغنى ويشم, ويضم ولتجد النفس فيه دنيا من الخيال والالهام» لقد صدقت نبوءة د. عجلاني بان شعر نزار سوف يغنى وهذا ما كان, فقد غنى له كبار المطربين والمطربات في الوطن العربي، فقد غنى له فنانين كثر منهم كاظم الساهر, فيروز».
وتابع د. البستاني:»التحق نزار قباني بعد دراسة الحقوق في الجامعة السورية بالسك الدبلوماسي، وعمل في اربعة عشر عاصمة عربية وعالمية لمدة تزيد عن 21 عاما, لكنه كان دائم الحنين والشوق للوطن, وتغنى قباني بأكثر من عاصمة عربية، فنال تقدير الجماهير لانه كان صادقا مع نفسه ومع التاريخ, فقد تغنى بتونس في مهرجان قرطاج, كما تغنى ببغداد في اكثر من قصيدة».
وفي اعقاب حرب حزيران 1967 تحول نزار قباني -بحسب د. البستاني-:» الى شاعر الجرأة والكبرياء، يعلن رايه بشجاعة وصراحة, واصبح شاعر هم وألم وقضية، ينطلق بلغة بسيطة واقناع ودهشة تحرك فينا الشهامة والكبرياء القومي، واستحق عندها ان يكون «شاعر الوطن» بامتياز كما في قصيدة له بعنوان «يأتي المقاتلون», كما لم يكن نزار قباني شاعرا للسلطة او منافقا، بل نذر نفسه وشعره لأمته طيلة حياته ولنسمعه, ولم يمتدح نزار قباني زعيما عربيا واحدا في حياته, لكنه كتب اروع قصائده في رثاء الراحل جمال عبد الناصر بعد وفاته عام 1970».
واختتم د. بستاني محاضرته بمقطع من آخر قصيدة كتبها نزار قباني وهو على فراش الموت بالمستشفى في لندن يقول فيها:
لم يبق عندي ما اقول… يبست شرايين القصيدة…
وانتهى عصر الرتابة … والصبابة…
وانتهى العمر الجميل.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى