الانتخابات النيابية / جروان المعاني

الانتخابات النيابية
على مرمى حرب وعلى وقع تخصيب عنف متعدد الالوان مبني على جهوية وعشائرية وطائفية وفصائلية وكراهية لكل ما يمت للحياة والطبيعة ولأخلاق الانسان المتحضر، على وقع ذلك تقترب الانتخابات النيابية في الاردن، وعلى وقع كل ذلك زارنا الذكر الشاذ فيفو وهو الاكثر شهرة من بين كل الشذاذ العرب مما أثار غضبة فيسبوكية وتويترية صبت جام غضبها على الكرزونية زين، بنفس الطريقة التي يصب فيها الداعين لمقاطعة الانتخابات غضبهم على قانون الانتخابات الذي قد يؤدي الى فشل شخصيات اعتبارية متزنة ونجاح اسماء اقل ما يمكن ان يقال عنها انها ساقطةً بكل معايير العمل السياس والاجتماعي بل يمكن تشبيههم بفيفو الشاذ .

صور لاصنام السيرة الذاتية لبعضهم كتبت على صفحات وحين تتمعن بها تجدها فارغة لا بل تافهة، وقوائم انتخابية تحت مسميات كبيرة لو اجتمع كل المرشحين على امتداد ارض البلاد وعرضها ما استطاعوا تحقيق شيئا منها (لو كان بعضهم لبعض ظاهرين)، وقبل انتشار الافتات والصور كانت الشوارع اقل تلوثا واعني بيئيا ولما انتشرت صارت الشوارع لا تطاق وضاقت حتى على الممتخصصين بالشحدة على الاشارات الضوئية!!

للانصاف وحتى لا ننتمي للفئة التي تستهدف كل انجاز وتستخف بكل استحقاق وطني او دستوري فانا لست من الداعين للمقاطعة او حتى المشاركة فانا سانتخب سيدة اعرف انها عمليا لن تقدم ولن تؤخر لكني اصدق نواياها .
كثير من المرشحين قبل التصوير لبسوا اغلى واجمل الملابس وتعطروا بماركات لا نعرفها، وسينتخبهم من ادمنوا ملابس البالة والروائح الكريهة وجل حلمهم ان يفتري عليهم احد من المتنفذين.
كثير من المرشحين مديونيين لخزينة الدولة بمبالغ كبيرة وفيهم متهربين ضريبيا ومع ذلك سينتخبهم مواطنون يقفون بالطابور ليدفعوا فواتيرهم خوفا من قطع الخدمات عنهم فنحن الشعب الاكثر حبا لحكومات الجباية ففاتورتين والثالثة تصبح عرضة لقطع الماء والكهرباء.
كثير من المرشحين من اصحاب الاسبقيات في المجالس السابقة الذين مرروا عشرات القوانين وشرعوا للمديونية حتى غرقنا واستعبدنا صندوق النقد الدولي وسينتخبهم من يدفعون الضرائب ومخالفات السير المجنونة والدافعين الدنانير لركن سياراتهم والمتضررين من وجودهم في المجلس القادم .
كثير من المرشحين والناخبين يدركون تماما ان اولويات الحياة لا علاقة لها بالانتخابات النيابية القادمة ولا بزيارة سفيرة امريكا لمديرية الدرك ومدحها للنشامى فهم اكبر منها، بل الاولوية ان نعرف كيف سيصرف اخر قرض تمت الموافقة عليه للاردن ويزيد القرض على (700) سبعمائة مليون دينار اي ان مديونيتنا ستزيد ما يقرب من المليار هذا العام.
اولويتنا ان نتصرف بشكل مسنعجل لحل مشكلة المياه التي اخذت تظهر بوضوح وكيف يمكن ان نجمع مياه الشتاء القادم بعمل سدود جديده وتحسين خطوط الماء، وهنا اتسائل كيف لدولة تعجز عن تامين الماء لشعبها ان تخوض انتخابات نيابية لا عطش فيها بعيدا عن النزاهة والشفافية في احتساب نسبة الاصوات والقوائم خصوصا اذا علمنا ان عدد من يحق لهم الانتخاب زاد على الاربعة ملايين مما يشير بوضوح الى كذب الاحصاء السكاني الاخير وبان عدد السكان هو ضعف ما اعلن عنه.
اقول : ارجو ان نتنبه كمواطنين ونخفف من حدة الحوارات ونلغي ثقافة التشنج في مناصرة نواب المستقبل فجلهم سيغيرون ارقام هواتفهم بعد النجاح .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى