سواليف
حب الوطن يتطلب من الإعلام الثقافي إهتمامه بتنمية الوعي الوطني لدى الأطفال.
الصورة الذهنية لحقيقة دور المرأة العربية، محط جدل في العالم العربي.
عمان – ياسر العلاوين
أعلامية مخرجة كاتبة ناشطة إجتماعية، تركزعلى التراث بشكل ملحوظ في كتاباتها وفكرها الثقافي، ذات رؤية تحمل في ذاتها فلسفة فكر ثقافي حر، مشبعة أكاديميا ومخضرمة عمليا مزجت بين العلم والخبرة، عاينت واقع مضطرب سياسيا في محيط الوطن العربي تأثرت كصاحبة رسالة أعلامية مس شعبها وميض حصار عاشت معظم حياتها وسط إعلامي يوفر الكثير من أدوات نقل هذه الرؤية بموضوعية بين الواقع وطموح المستقبل في لم شمل الأمة، أعدت برناج ثقافي يبث عبر إذاعة قطرأولت فيه كتب التراث أهمية خاصة، كتاباتها تأسر العقل والوجدان، سبرت أغوار واقع المرأة في الإعلام، محاولة تَقدِيم الصُورَة الذِهنِيَّة الحقيقية وتصحيح صورة المرأة العربية المسلمة المشوهة لدى الغرب، شاركت في مبادرة أول صالون ثقافي نسائي.
نشأت في أسرة مهتمة بالعلم والثقافة، الزميلة الإعلامية “خولة مرتضوي” إبنة دوحة قطر، تطل على أثير الأذاعة بنبرات صوتها الشجي وفصاحة لغة الضاد، غزيرة بفكر ثقافي مشبع أكاديميا بالدراسات والأبحاث وتأليف الكتب التي شارك آخرها “كتاب الخروج للداخل- مقالات وتغريدات بين السياسة والوجدان” في معرض موسكو الدولي للكتاب، الذي يعتبر تمثلًا ذاتيًا للكتابة الوطنية، هي لا تتوارى خلف لغة منغمة أو ذات ظلال، وإنما تكتب مباشرة عما تحسه من وجع، إلتقينا إبنة دوحة قطر الإعلامية “خولة مرتضوي”، وكانت هذه الحوارية مع الكاتبة والباحثة الأكاديميَّة القطرية لإستجلاء رؤيتها حول العديد من قضايا تثري المشهد الثقافي من خلال تجربتها الغنية في هذه المجالات.
س1- تهيمن رياح التغييروالتصحيح بخصوص صورة المرأة المشوهة حسب وجهة نظرك على صورة ذهنية تودين إيصالها، فما هي هذه الصورة؟
إنَّ مسألة وضِعية المرأة في الدول العربية تُعتبَرُ مِن أهمِّ القضايا التي كانت ومازالَت محًلَّ جدلٍ مُنذُ مرحَلَة الاحتلال التي تعرضت لها البلدان العربية، فالصورة الذهنية التي أخذت عن النساء، أنهن يُصورن عادة على أن نشاطهن يقتصر على الأعمال المنزلية أو العمل كسكرتيرات ومساعدات أو في وظائف مشابهة تحت قيادة الرجال، إضافة إلى الحالة الإجتماعية التي تظهر أن النساء في المواقف العائلية والشخصية في مسألة إتخاذ قرار يخصهن بالدرجة الأساية من زواج او السفر أو غيرها تتجلى فكرة إظهارهن كما لو كن عاجزات عن اتخاذ القرارات دون توجيه من الرجال، وهنا بدوري كصاحبة رسالة أحاولُ، أن أكشِفَ جانِبًا مِن مَظاهِر الجُور التي تلَبّسَها دور المرأة بحسب هذه الصور السالبة والظالمة سواء فيما يخص الإسلامُ بشكلٍ عَامّ والمرأة المُسلِمَة والعربية بشكلٍ خاصّ كما تظهرها وسائِل الإعلام الغربيَّة في تصحِيح تشويه صُورَة المرأة العربية.
س 2- هل إستطاعت المرأة القطرية أن تفرض ذاتها في مجتمعها الوطني وتتفاعل في محيطها العام؟
أن المرأة القطرية إستطاعت أن تضع بصمتها في المجتمع القطري، أنا أبنة دوحة قطر وأتحدث عن واقع لمسته من خلال تجربتي الأكاديمية والبحوث التي أنجزتها، ومسيرتي العملية في مجال الإعلام وقراءاتي من خلال مشاهداتي، أؤكد لكم أن المرأة القطرية في طريقها لفعل ولديها إرادة جادة في التأثير الإيجابي على هذا المكون المجتمعي الهام، وهناك نماذج لكثير من الشابات القطريات ممن أتوسم فيهن الخيرفي عدة مجالات أهمها ظهورهن الإعلامي المشرف مع محافظتهن على قيم وأخلاقيات مهنة المصاعب، وأمنيتي أن هذا الجيل الصاعد منهن ألا يستهوينهن حب الظهور شكلاً وجسداً دون الالتفات إلى فكرها وبنائها الثقافي، وهذه مسؤولية كبيرة تنبع من ثقافة الفرد وأخلاقه، وأدعوهن لتثقيف أنفسهن وإثراء عقولهن بالقراءة وتجديد معجمهن اللغوي.
س3- صدرلك كتاب بعنوان “في حب الوطن”، يهتم بفئة الأطفال وتنمية هاجس الحس الوطني لديهم، هل يمثل ذلك تحدي مرحلي آني؟
الطفل يتعلم بالمحاكاة والتقليد، ولأهمية الموضوع المتعلق بتربية الطفل منذ نشأته جاء هذا الإصدارالجديد المعنون ب” حب الوطن” جاء نتيجة الشح في الكتابة ونُدرة المؤلفات التي تُعنى بأدب الطفل، وعدم الفهم الدقيق للطفل يأتي وراء هذه الندرة في الكتابة الموجهة إليهم، كما ان الهدف منه تنمية الوعي الوطني لدى الأطفال، من جهة واجبنا الطبيعي تجاه أهم فئة في المجتمع القطري والأحب عند قلوب والديهم، والمواطنة الحقيقية تتطلب تضافر جهود الجميع من مواطني الدولة تجاه نسيجهم الإجتماعي وتحدي حصار فرض حساباته إسقاطات سياسية ألقت بضلالها على وضعية مرحلية مررنا بها ومازالت مستمرة وما تحمله من تأثر بما يحدث من جهة أخرى وجب التصدي لهذه الظاهرة بطريقة موضوعية وعقلانية وحس وطني نجح في كسب الرهان.
