الإسلاميون والإنتخابات / أشرف الجمال

الإسلاميون والإنتخابات

عاد حزب جبهة العمل الإسلامي ، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية وذلك بعد إعلانه الرسمي لذلك بعد المقاطعة عن المشاركة في العامين ٢٠١٠ و ٢٠١٣ .

وكان الحزب قد قاطع المشاركة في الإنتخابات اعتراضاً على نظام ( الصوت الواحد ) الذي كان سارياً في كل الإستحقاقات الماضية منذ التسعينات حيث كان المواطن ينتخب مرشح واحد يمثل الدائرة التي ينتمي لها وتكون عدد الدوائر بعدد نواب ذلك المجلس النيابي ، والآن وبعد تغيير قانون الإنتخاب عدنا لنرى حزب جبهة العمل الإسلامي يعود للساحة السياسية من جديد .

كان سؤال الشارع الأردني خلال الفترة الماضية ، هل سيشارك حزب جبهة العمل الإسلامي في الإستحقاق المقبل أم لا ؟ وكان سؤالهم هذا بعد أن قامت الجهات المختصة بإغلاق مقار جماعة الإخوان المسلمين بعد أن وصفت الحكومة الجماعة بالغير مرخصة .

مقالات ذات صلة

بعد الإغلاقات التي حصلت والتي كانت بموجب القانون حيث لم تحصل الجماعة على التراخيص اللازمة بموجب قانون تنظيم الأحزاب لعام ٢٠١٤ قام الإسلاميون بتوجيه الإتهام إلى الحكومة بمحاولة القيام بعمل شرخ في صفوف الجماعة التي تشكل مع ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي الكيان المعارض الوحيد في الأردن .

لعل المعطيات الجديدة حالياً إن كانت محلياً أو دولياً تجعل الدولة ليست في محل سؤال عن مشاركة الإسلاميين ( حزب جبهة العمل الإسلامي ) أم لا وذلك لأسباب متعددة منها أن الشعب اكتسب وعي سياسي أكثر من ذي قبل ، ولأن الإسلاميين لم يعد تمثيلهم في الحياة السياسية مقتصرا على حزب جبهة العمل الإسلامي أو الجماعة الغير مرخصة فقد حدثت انشققات داخلية وانسحابات أدت إلى ظهور مبادرة زمزم والتي من الممكن أن تتحول إلى حزب قريباً ، وبالإضافة إلى الإسلاميين المستقلين الذين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي ولهم شعبية في أوساطهم .

الانتخابات النيابية القادمة تحمل سيناريوهات مختلفة بسبب تراجع الثقة في الشارع الأردني بالجماعة وذراعها السياسية إثر التخبطات التي عصفت بها في الفترة الماضية ، وأعتقد أن الإسلاميون سيدفعون ثمن خلافاتهم مع الدولة أولاً وثمن تراجع شعبيتهم ووعي الشارع لما حدث لهم وثمن إضاعة الفرص في الإستحقاقات الماضية إلا إذا عملوا على إعادة هذه الثقة والتي أعتقد أن الوقت المتبقي لم يعد كافياً لهذا في الوقت الذي ما زالت قوائم المرشحين لحزب جبهة العمل الإسلامي لم تكتمل بعد .

يبدو أن الموازين اختلفت الآن في العام ٢٠١٦ وأصبح من اللازم استرضاء الدولة أولاً والشعب ثانياً الذي هو القاعدة الرئيسية في وصولهم للبرلمان بعد جملة من خيبات الأمل المتتالية عبر الفترة الماضية .

لا يفصلنا عن موعد الاستحقاق سوى فترة زمنية قليلة أعتقد أنها غير كافية لجميع الأطراف لترتيب الأوراق والخروج بسيناريو واضح ويبقى القرار الأول والأخير فقط بيد المواطن الذي سيختار من سيمثله ، وما هي أحلام وطموحات المواطن في المجلس القادم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى