الألمان ينامون فوق قنابل لم تنفجر بعد

سواليف

أجلت الشرطة الألمانية منطقة واسعة وسط العاصمة برلين يوم الجمعة 20 أبريل/نيسان، في منطقةٍ تمتد لـ1.6 كيلومتر قرب محطة القطارات المركزية، حيث تم إخبار الموظفين والسكان بأنَّ عليهم الخروج من المباني، وذلك لإزالة قنبلة تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية وتزن نحو 499 كيلوغراماً اكتُشِفَت قبل أيام. وقالت صحيفة The New York Times إن القنبلة يصل وزنها إلى نصف طن ويبلغ عمرها نحو 70 عاماً. وقالت شرطة برلين إنَّ قاذفةً بريطانية ألقتها على الأرجح خلال الحرب، واكتُشفت خلال أعمال بناء في مركز العاصمة الألمانية، شمال محطة القطارات الرئيسية، ومجموعة من المباني الحكومية، والمواقع السياحية الأساسية. وأخلي أكثر من 12 ألف شخص من منازلهم، وفُتحت مدرستان قريبتان للجمهور لتوفير الملاذ للسكان بينما كان خبراء القنابل يعملون على تفكيك القنبلة.
تأثير القنبلة طال عشرات الآلاف
وقال نوربرت بينكي (61 عاماً)، الذي يعمل في المنطقة الواقعة في مدى القنبلة: “هذا جزء من الحياة. هذا تأثير الحرب العالمية الثانية الذي ما زال مستمراً”. يبلغ نصف قطر المنطقة المُخلاة نصف ميل، وتقع القنبلة في مركزها. ومن بين المواقع المهمة في المنطقة أحد المباني الوزارية، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومستشفى عسكري، وجهاز الاستخبارات الفيدرالية، وقناة، ومحطة القطارات الرئيسية، وأُغلِقَت الكثير من المكاتب في المنطقة. بدأت عملية الإخلاء في محطة القطارات الرئيسية في برلين -التي تعد من أكبر محطات القطارات في أوروبا- في الصباح، وبحلول الظهيرة كانت جميع القطارات قد حُوِّلَ مسارها إلى محطاتٍ أخرى. يستخدم قرابة 300 ألف راكب هذه المحطة يومياً. وقدَّر هولغر أوفركامب المتحدث الرسمي باسم خدمة السكك الحديدية الوطنية تأثر عشرات آلاف الرحلات بعملية الإخلاء. وفكك فريق من الشرطة المتخصصة القنبلة، ونُقِلَت إلى منطقة خارج المدينة قبل تدميرها في انفجارٍ قيد التحكم. ونشرت شرطة برلين على تويتر قبل انتهاء العملية صورةً لفريق التخلص من القنبلة في الموقع، وقالت إنَّ الفريق على وشك تفكيك “مصدر جميع مشاكلنا”.

وقدرت المدينة أنَّه ما تزال هناك حوالي 3 آلاف قنبلة في برلين. ومنذ عام 1947، اكتُشِفَ نحو 1.8 مليون قذيفة في مدينة برلين وجرى تفكيكها، وذلك بحسب قسم الشرطة الذي يدير وحدةً للتخلص من القنابل. بعض هذه القنابل هي قذائف جوية، مثل تلك التي تسببت في مشكلة يوم الجمعة، وبعضها متفجرات استُخدِمَت خلال معركة برلين الأخيرة، أو ذخائر غير مستخدمة تركها الجنود. كانت منطقة اكتشاف القنبلة وقت الحرب موقعاً لمحطة القطارات الرئيسية التي أُغلِقَت حالياً وتُسمَّى ليرتر بانهوف، وكانت ميناءً داخلياً ومنطقة مستودعات. وقال بيتر شويركمان، رئيس القسم التاريخي بمتحف مدينة برلين، إنَّ محطة القطارات هذه كانت قريبة من مبنى الرايخستاغ (البرلمان الألماني حينها) والوزارات الأخرى المنخرطة في جهود الحرب. وأضاف شويركمان: “بالنسبة لأي قاذفة قنابل، كان هذا الموقع مهماً من الناحية الاستراتيجية”. تنتشر القنابل غير المتفجرة انتشاراً كبيراً في المدينة، إلى درجة أنَّها تقدم خدمة مجانية لأصحاب الأراضي الساعين للبناء يفحص فيها فريقٌ من الباحثين الصور الجوية القديمة والبيانات، لتحديد ما إذا كانت قطعة الأرض هذه قد قُصِفَت من قبل أم لا.
مدن ألمانية وأوروبية تحت تأثير القنابل
برلين ليست المدينة الألمانية الوحيدة التي جرت فيها عمليات إخلاء بسبب بقايا الحرب. ففي شهر سبتمبر/أيلول 2017، ترك عشرات آلاف الناس منازلهم مؤقتاً في فرانكفورت بينما عمل التقنيون لساعات على تفكيك قنبلة تعود لفترة الحرب العالمية الثانية وتزن 1814 كيلوغراماً. اكتشفت هذه القنبلة، التي يُعتقد أنَّ سلاح الجو الملكي البريطاني قد أسقطها، في موقع بناء لبعض الكليات في أطراف جامعة غوته. وضُرِبَت لندن ذاتها بآلاف القنابل الألمانية في عامي 1940 و1941، وهي فترة عُرِفَت بسنوات “الحرب الخاطفة”. وتُزال قنابل من هذه الحقبة تشمل القنابل اليدوية كل عام من الأفنية والحقول ومواقع البناء. وفي أوائل العام الجاري، أُغلِقَ مطار مدينة لندن بالقرب من نهر التايمز في الجزء الشرقي من المدينة بعد اكتشاف قنبلة من بقايا الحرب العالمية الثانية تزن 499 كيلوغراماً أثناء أعمال بناء. وبدأت السلطات السلوفاكية يوم الجمعة أيضاً إخلاء المواطنين من بلدن ستوروفو بالقرب من الحدود الجنوبية مع المجر، بعد اكتشاف أربع قنابل من الحرب العالمية الثانية، وذلك وفقاً لوكالة Associated Press. وفي برلين، بدأ التقنيون في عملية التخلص من القنبلة في الساعة 12:45 ظهراً. وقال ممثل الشرطة كونستانز داسلر إنَّ اختيار هذا التوقيت وهذا اليوم جاء لتقليل الإزعاج الذي ستتسبب فيه العملية لسكان برلين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى