الأعياد ..لهونا الطفولي كجموع في تلوين أيام دون غيرها

خاص – سواليف
الأعياد ..لهونا الطفولي كجموع في تلوّين أيام دون غيرها
الدكتور حسين محادين
1- صحيح أن لعبة او دورة الزمن :- سنوات، أشهر،أيام ..الخ مستمرة منذ الأزل مع مسيرة الإنسان؛ لكن الأصح أيضا أن العقل البشري ومنذ الخليقة قد سعى على الدوام الى الإفلات من التكرار والروتين معا من سطوة الطبيعة وإلزامية الأديان لمعتنقي كل منها وان لم يُفلح بذلك التمرد المُطلق بعد.
• 2- ابتكر هذا الإنسان وبفضل جرأته العقلية مناسبات ورموز طقوسية هو من صنعها ثم صدقها لتصبح ملزمة له لاحقا ؛ وهذا هو الحال مع ما نُسميه الأعياد،فصمم مواعيدها والطقوس التعبيرية المصاحبة لها وفقا لخصوصية كل ثقافة/حضارة بشرية على هذه الأرض. فالعِيدُ معناه لغة
. ما يعود من همٍّ أو مرض، أَو شُوق أو نحوه

3- ورغم تاريخية الأعياد الدينية أو والاعتقادية لدى الشعوب المختلفة مثلا الا أن التكنولوجيا كعلم والتي أكتشف الإنسان قوانينها واستثمرها خدمة لحياته ورفاهيته فيها؛ قد زودت الإنسان بقدرات ذهنية مُضافة على الإفلات من فلك الغيبيات المقدسة في كل المعتقدات البشرية “الماورائيات” ومنها كمثال هنا الأعياد الدينية تحديدا كا “الأضحى والفطر عند المسلمين، الفصح والقيامة،عند المسيحيين،أو يوم الغفران عند اليهود، أو عيد ميلاد بوذا عند البوذيين…وهكذا.
4- لقد نزع الإنسان المعاصر في ظل تراجع (الكثافة الدينية) لدى البشر في هذا العالم المعولم نحو كل ما هو وضعي – أي ما وضعه كبشر- فصمم وأشهر أعيادا مصلحيه واقتصادية جديدة منافسة للأعياد الدينية لاسيما لدى الشباب من الجنسين؛ فأصبحت أكثر انتشار وتفهما بين البشر باختلاف معتقداتهم من الأعياد الدينية المحضة ؛وبفضل انتشار التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماعي وإمكانية التفاعل المباشر “اللحظي” عبر الصور بين الناس أيضا وسهولة الترجمة بين اللغات أصبحت هذه الأعياد الوضعية هي الأكثر حضورا واشمل تشاركيه بين الناس رغم اختلاف لغاتهم وثقافاتهم وابتعاد المسافات الجغرافية بينهم .
5- لنلاحظ كيف أن عيد الأم ؛او عيد الحب ؛او عيد البيجامات.. ويوم الموسيقى والمرأة العالمي الخ؛ استطعت أن توسع الإحساس الانساني بنمطه الاستهلاكي المظهري غالبا الى ما هو اشمل من الأعياد الدينية الموقعية بحدود معتنقيها مع الاحترام لهم ؛ وكيف نجحت هذه الأعياد الوضعية الملوّنِة لبعض الأيام من دورة الأيام الروتينية منذ بدء الخليقة في زيادة منسوب المعارف المشتركة و التجارة بين شعوب هذا العالم /القرية عبر تجارة الورود والسلع الحمراء والكحول وأحيانا المخدرات والوجبات السريعة والجنس . ونماذج الرشاقة ممثلة في دميتي باربي وفله المشهورتين…الخ .
أخيرا ؛ لقد استطاع العقل البشري الحداثي أن يطور وينجح عبر مراوغاته الذهنية بأن يلون أياما محددة من مفكرة الزمن المستمرة ويصنفها أعيادا منافسة ضمنا للأعياد الدينية عموما وان نصدق كجموع أن يوم العيد هو يوم مختلف عن غيره ليُنسينا كأفراد أن عيدك ما يسعدك أنت أولا دون أن يُعلب لنا مع الجموع في أيام دينية أوضعية دون غيرها؛ ولعل السلوك الحياتي المعاصر للأفراد والجموع البشرية بسير ولو ببطء نحو كل ما هو مدني بقيادة الإنسان كقائد للحياة والمعني الاول بتفاصيلها أوجاعا وامآل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى