الأزمة في الخليج.. الحياد مكاننا / عمر عياصرة

الأزمة في الخليج .. الحياد مكاننا
تتدحرج الأزمة بين (السعودية والإمارات) من جهة و(قطر) من جهة أخرى، لتصل الى مناطق قاتمة قد لا تكون آخرها قرارات مجموعة دول قطع العلاقة مع الدوحة.
ما يلفت النظر أن الإجراءات التي فوجئنا بها صباح أمس، لم تكن حكرا على بعض دول الخليج، فقد انضمت مصر وليبيا واليمن وجزر المالديف الى قرار قطع العلاقات، وهذا يشعرنا بمساق تقوده الرياض عنوانه “من ليس معنا فهو ضدنا”.
وهناك أحاديث عن ضغط قد يمارس على الأردن وغيرها من الدول (المغرب، السودان، تونس) من اجل التماهي مع خطوات عزل قطر وخنقها سياسيا واقتصاديا.
لا ندري كيف ستتوقف الأزمة، فالعزم السعودي الإماراتي لا حدود له، وهناك تواطؤ أميركي، وصمت تركي، هل ستتوقف الأمور عند هذا الحد، أي قطع العلاقات، وسحب المواطنين من قطر، وإغلاق الحدود، وتعليق الرحلات الجوية، وطرد المواطنين القطريين من الدول الأربع، أم أن طبول الحرب والاجتياح ستتصاعد ونرى رحيلا للحكام في قطر.
المهم أننا سنتعرض لمحاولات من الإقناع كي نقطع العلاقة مع قطر، فرغم إدراكي لقيمة عدم إغضاب الرياض، إلا انه يجب علينا الخروج من الضغوط بحكمة، فهناك تقاليد أردنية مع الأشقاء لا يجوز خيانتها، وهناك الآلاف من العاملين في قطر لا نحتمل أمر عودتهم اقتصاديا.
أعان الله الأردن، فكل حدث في المنطقة يشكل ضاغطا وتحديا أردنيا، وقرارات التوتر في الخليج تؤرقنا أيضا، هذا ناهيك عن الحمل القاسي والمتطرف الذي يحمله الأشقاء تجاه إيران والإسلام السياسي، والذي لا يناسبنا في منسوبه وطبيعته.
إذا هي لعبة الحذر ورسم المسافات بدقة، فالإقليم يعيش حالة من “العرفية الإجبارية” القاسية، والدول الرئيسة كالسعودية “معصبة” ونحتاج الى أطنان من التروي والحنكة كي تكون مقارباتنا بدون ضرر فادح.

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. للاسف لم يكن الحياد مكاننا……ولكننا نتماهى مع الاقوياء……او لمن نظن انهم اقوياء…..وسنكون اكبر الخاسرين في اخر المشوار…….يا ريت لو يتم تدريس الذكاء الفطري الذي يتصف به ساستنا في المدارس والجامعات…….لكي ننقرض سريعا وبدون اي الم………

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى