الأردن يعمل بأقصى طاقاته / عمر عياصرة

الأردن يعمل بأقصى طاقاته

الاردن معني تماما بما يجري في القدس، ويتابعه لحظة بلحظة، وانا متأكد انه يستدعي كل الامكانات المتاحة من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى، وانه – اي الاردن – يشعر بالقلق والاحراج ويفكر مليا بالخطوة القادمة وخياراتها.
هناك خلية في الديوان الملكي وفي الخارجية، تعمل على مدار اللحظة، وتتواصل مع الجميع، وترغب ان لا تظهر القيادة الاردنية بمظهر العاجز عن حماية المقدسات التي يرعاها، والتي تشكل «وجدانا تحريكيا» لأبناء الشعب الاردني.
من هنا نفهم، سرعة اتصال الملك برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عند اغلاق المسجد، لكن ما فاجأ الاردن ان المسجد فتحت ابوابه تحت عنوان من اجراءات جديدة «بوابات اليكترونية»، وهذه الاجراءات رفضها المقدسيون، وساهمت في نشوء ازمة كبيرة ضاغطة على الجميع.
ايمن الصفدي وزير خارجيتنا، اعلن بوضوح الموقف الاردني الثابت والرافض للمساس بالاوضاع القائمة في القدس، لكنه في تصريحه حين قال: «ان اسرائيل معنية بإعادة الهدوء للقدس»، كان قد عبر عن قلق البلد من تفاقم وتطور الازمة وذهابها باتجاهات لا تتمناها الاردن في هذا التوقيت العصيب الذي تتراكم فيه التحديات امام الحكم في عمان.
ما يجب ان يفهمه الاردنيون، مواطنون وقوى سياسية، ان الموقف الاردني حقيقي وجدي، ونابع من صميم مصالحه الحيوية، وانه يعبر عن الممكن الان، اما تطوره الى مواقف اكثر حدة وقيمة، فهذا رهن بما بتطورات الازمة واتجاهاتها القادمة.
من هنا يجب ان نعذر الدولة، وان لا نحملها ما لا تطيق، بل يجب ان يتكامل الدور الشعبي مع الرسمي، وان يتفهم كل منهما الآخر من اجل الوصول «لتظافر قوة» يمكننا من خدمة قضية المقدسيين، ويحافظ علنا على دورنا العتيق في خدمة الاقصى، ويخرجنا من حيرة وحرج السلوك الاسرائيلي القبيح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى