الأردن.. ندمان أم متأخر سياسياً؟

الأردن .. ندمان أم متأخر سياسياً؟

عمر عياصرة
أعتقد ان كلمة الاردن امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، التي القاها ولي العهد الشاب الامير الحسين بن عبدالله، كانت جريئة ومدروسة، بحجم الالم الاردني الناجم عن النكران الدولي والاقليمي لتضحياتنا وحاجاتنا.
الامير الشاب، عبر عن ذلك صراحة، حين اشار الى انه سيتجاوز الكياسة السياسية ويضعها جانبا، وهنا ظهرت حقيقة «العتب» الاردني على نفسه وعلى دول الاقليم والمجتمع الدولي؛ نتيجة تركه وحيدا امام التحديات الكبيرة التي زُج فيها، وادى دوره بأمانة واخلاقيات.
نعم هناك نكران وعقوق من كل الذين تفاهمنا معهم، وخدمنا ادوارهم في الملف السوري تحديدا، فالرياض تترك ازمتنا الاقتصادية وحيدة، وامريكا تكتفي بما يقوله ترامب عن شجاعتنا وحكمة قيادتنا، والمؤسسات المالية الدولية عادت لترينا ارقاما يجب ان نستجيب لوصفاتها.
كل ذلك صحيح، لكن السؤال: لماذا تأخرنا في استشرافه، وهل ينفع الندم الان، وما هي فائدة رفع سقف اللوم والغضب بعد ان اقفلت معظم الملفات وما عاد لنا دور في التسويات الكبرى، لا بل لا زلنا مترددين في الاقدام على خطف بعض الاوراق التي يشستثمرها الاخرون؟
كيف يمكن لنا ان نستعيد انتباه واشنطن، بأي الاوراق يمكن التلاعب حتى نعود على طاولتها مهمين، فتقدم حينها الدعم لنا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا كما ينبغي ويجب؟
أمريكا لم تعد كما كانت سابقا في علاقتها مع ملفاتنا المقلقة، فهي لا تتحدث عن حل الدولتين، ولا تطالب السعودية بدعمنا اقتصاديا، وتركتنا للروس في الملف السوري.
كل ذلك مؤلم، ويؤرق الدولة والناس، ولا سيما اننا نعيش في ازمة اقتصادية غير مسبوقة في تدحرجها واستمرار تصاعدها، وهنا اقول لابد من حلول وانعطافات واوراق نستعيد بها حضورنا الاقليمي والدولي، فالندم واللوم والظهور بمظهر الضحية لن يجدي نفعا امام ضمير دولي نائم وتوحش اقليمي غير معروف الوجهة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى