الأردنيون يعيشون في رفاهية غير منطقية أبداً / د. فيصل نايف القعايدة

الأردنيون يعيشون في رفاهية غير منطقية أبداً
عندما ُيصرح صندوقُ النقد الدولي أن الأردنيين “يعيشون حياة مترفة وفي رفاهية غير منطقية”؛ فمن الأحق بالرد عليه ودحض اتهاماته القاصمة ومن المسؤول بالدفاع عن الأردنيين الكادحين وصدّ ادعاءاته ؟
من سيكون المحامي المدافع بصدق القادر على وصف رفاهيتنا له من من؟
من يسكن عبدون ودير غبار وأخواتها أم من يسكن بئر مذكور والصفاوي وقطر القرية؟
من يسير على قدميه في شتاء بصيرا وصنفحة حالماً بالوصول إلى مدرسته أم من تدغدغ حافلة المدرسة صباحاً باب بيته منتظرة لتقل أولاده” وزراء الغد”إلى مدراسهم الفارهة؟
من يعمل حارساً من فجر يومه إلى فجر يومه الثاني جالساً في غرفة -ربما لا تتوافر فيها أدنى متطلبات السلامة والدفء- وبراتب لا يتجاوز مئتين وخمسين دينار مع عمله الإضافي أم من يتقاضى راتب ربما يتجاوز ثلاثة آلاف دينار وسيارة من طراز مختلف وسائق ومياومات وبدل تنقل وبدل جلوس على الكرسي وبدل وبدل ولا يذهب لسفرة إلا وبدلها جاهز وحجزه درجة أولى وإقامته في أرقى الفنادق والممنتجعات؟
من يدافع عن موظف يعمل في نهاره بوظيفته وبدل أن يعود إلى منزله ويجالس أولاده يعود لعمل آخر عله يوفر أدنى متطلبات الحياة لأبنائه ؟
من يدافع عن امرأة أقعدها الدهر وحيدةً وأقصى ما تساعده الحكومة تقديم معاش شهري لا يتجاوز الخمسين دينار مقسم على من أسلفها طوال الشهر منذ اللحظة التي تقبضه ؟
من يدافع عن الأردنيين :شاب عاطل عن العمل باع والده ما باع واقترض ما اقترض حتى تخرج وإذ به يقف منتظراً في ديوان الخدمة المدنية أم شاب ترعرع في الجامعة وتبغدد بسيارته أو ربما سائق ينتظره بعد انتهاء دراسته ومجالساته وبعد أن يتخرج يتدلل في اختيار موقعه وبقدرة واسطته ومن بظهره يعود بعد عدة أعوام مسؤولاً له الصولات والجولات؟
بربك كيف حكمت وعممت وما هي مقايسك الدقيقة ؟
أي رفاهية وأي هرج تصدح به أيها الصندوق وأي منطق أن رفاهيتنا غير معقولة؟
كن منصفاً وزر قرى جيوب الفقر والصحراء وأطراف الطفيلة وجرش وقرى ذيبان وأحكم على رفاهية أهلها بعينك .
كن صادقاً ولا ترى بعين المكاتب المبثوثة والنمارق المصفوفة ولا السيارات الفارهة التي تُستقبل بها واحكم كيف تكون السعادة لحظتهاواسأل أهلها عن الرفاهية.

من يدافع عنّا وعن رفاهيتنا ويقدرها أنت أم نحن؟
أو ربما للرفاهية- عند الصندوق -مفاهيم أخرى ومقصودات مختلفة غير التي نعرف.
ربما أو ربما شئ آخر

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى