الأردنة أم التخوين و الهبلنة!!! / د . ناصر نايف البزور

الأردنة أم التخوين و الهبلنة!!!
الدكتور ناصر نايف البزور
عندما كتبت مقالي عن التكننة و المهننة مقابل الأردنة قبل أيّام تفاعل الكثيرون: فمنهم مَن أيّدني بقوة على صفحتي و على الخاص… و منهم مَن أيّد مع بعض التحفّظ… و منهم مَن خالفني بالمطلق مع الإلتزام بأدب الخلاف و الاختلاف؛ و هذه هي طبيعة الحياة…
أمّا ما هو غير طبيعي فهو أنّ بعض “الدكاترة” ثاروا و راحوا يناطحون طواحين الهواء… و راحوا يطعنون بي شخصياً و يلطمون و يندبون…. بل و صل الحد ببعضهم إلى تخويني و وصف قلمي “بالمأجور”…. و هذا يعكس الأزمة التي يُعاني منها بعض الأكاديميين في بلادنا و التي تنعكس علينا انتكاساً و تطرّفاً و تخلّفاً….
و ظهر ضيق الأفق و محدودية الأفهام باجتزاء النص و عدم فهم أبجديات القراءة في تركيز البعض عل المثال الذي استخدمته في الفرق بين الثلاجة المحلية و الأجنبية…. 🙂 أولم يضرب الله مثلاً بالبعوض و بالحمير و بالأنعام… بل و ضرب مثلاً لنوره بالمشكاة و والنبراس كما أبدع الوصف أبو تمّام بقوله:
فالله قد ضرب الأقل لنوره….
مثلاً من المشكاة و النبراس…
و أخذ المهاجمون يُقسمون أنّ الدكتور خرّيج الجامعات الأردنية يساوي بل و هو أفضل من خريج الجامعات الأمريكية و البريطانية المرموقة؛ و راحو يتكلّمون عن حالات شخصية و بعض الجامعات الغربية الضعيفة…
بالله عليكم هل سمعتم بخرّيج جامعة أردنية يحصل على جائزة نوبل…. قولوا لي بربّكم من الذي يدرّسكم في الأردن و يمنحكم شهادات الدكتوراة…أوليسوا خرّيجي الجامعات الأمريكية و البريطانية المرموقة..
القاعدة منضبطة و دقيقة و لو شابها الاستثناء: خرّيجو الجامعات الغربية المرموقة أكثر تأهيلاً و تدريبا من غيرهم و قد قلت هذا مرارا و تكراراً و أنا لا أتكلّم عن نفسي فأنا ضعيف و غير مؤهل إذا كان هذا يُرضي نرجسية البعض منهم… 🙁
المدخلات متميّزة و عالية الجودة في الغرب و بالتالي فالمخرجات عالية الجودة… مدخلاتنا محدودة و مخرجاتنا كذلك… العملية ليست كتاب و انترنت… فهناك الإمكانات المادية هائلة جدّا؛ فميزاني مختبر واحد للغويات تساوي ميزانية جامعة أردنية…:(
و هناك ثقافة العلم و العمل مختلفة تماما… فعندما نطلب من طلبتنا قراءة كتاب واحد يبكون و يشكون… أمّا هناك فلو طلبت من الطالب قراءة عشرة كتب لما قال لا… إن أحب فعل و إن كره غادر المقرر و انسحب بسلام….
هناك لا يوجد لديهم ثقافة “نجّحني” يا دكتور التي أخربت بيوتنا… لا يوجد هناك ثقافة “نجحه يا دكتور” لأنّ عنده و اسطة….
لا يوجد هناك ثقافة “نجحه” يا دكتور لأنّ أباه عاجز عن العمل و هو يُعيل الأسرة…
لا يوجد هناك “نجحه يا دكتور” لأنّه خرّيج هذا الفصل…
و المسألة تطول سردا وً تفصيلا … فلنكن مُنصفين و عقلانيين حتّى لا نُصبح أضحوكة بين الأمم و نحن نخدع أنفسنا بأنّ الوضع لدينا “عال العال”… الخطوة الآولى للخروج من أيّة أزمة هو بالاعتراف بوجودها و ليس بانكارها…
هذا و طننا نبنيه بالعمل الجاد و الدؤوب و ليس بالأماني و الشعارات… “الأردن أوّلا” التي استخدمها البعض لتخويني لا تعني “الأردني أوّلا”؛ فهذا فهم قاصر… و كما قلتُ و أكّدتُ سابقاً: الكفاءة… الكفاءة …الكفاءة هي الأساس و المعيار… لا الجنسية… و لا اللون… و لا العرق… فإن تساوى الأردني و غيره في الكفاءة أو إذا قارب الأردني غير الأردني في الكفاءة، كان الأردني أوّلا و حظي بالوظيفة الشاغرة…بهذا يكون الأردن أوّلاً و يكون الأردن منيعا…!!@ و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى