هل قوانين (فيفا) تحرّم المياه على الصحفيين ؟

سواليف – اضطر ثلاثة صحفيين بالاضافة الى زميل مصور لتقاسم زجاجة مياه لا تزيد سعتها عن نصف لتر اثناء تغطيتهم لبطولة كأس العالم للسيدات ت 17 بحجة «ان قوانين فيفا تحظر ادخال المياه الى منصة الصحفيين».

وفي التفاصيل واثناء قيام رجال الاعلام المحلي بتغطية مباراتي المانيا وفنزويلا والكاميرون وكندا اللتين جرتا امس الاول على ستاد الحسن طلب الصحفيون «المحليون» بعد ان نال منهم العطش من احد الاشخاص المتطوعين احضار المياه فكان جوابه «قوانين فيفا تمنع ذلك وانه لا يجوز ادخال المياه».

وبمبادرة شخصية من احد الزملاء تم تسريب زجاجة مياه صغيرة تقاسمها الصحفيون فيما بينهم لكنها لم تكن كافية لتروي ظمأهم خلال فترة تواجدهم في الملعب والتي زادت على سبع ساعات في ظل طقس الحار ودرجات الحرارة المرتفعة زادت من حجم المشقة ورفعت درجة التوتر والغضب لديهم الا ان ذلك لم يثنهم عن اداء مهمتهم التي جاءوا من اجلها بل انه زادهم حرصا على تأدية واجبهم على اكمل وجه.

لكن سياسة الكيل بمكيالين وعدم المعاملة بالمثل ضاعف حجم الاحتقان لدى الزملاء بعد ان شاهدوا نضراءهم الاجانب من كندا والمانيا وفنزويلا والكاميرون الذين تواجدوا بذات المكان لمتابعة منتخبات بلادهم بحوزتهم ما لذ وطاب من الطعام والشراب لكن احداً لم يجرؤ على منعهم او حتى ابلاغهم بان هذا الفعل الذي يقومون به محرم حسب قوانين فيفا!.

لا نعلم بالفعل اذا كانت هذه قوانين فيفا ام انها قوانين اللجنة المنظمة المحلية التي حرّمت على رجال الاعلام المحلي ممارسة ابسط حقوقهم الانسانية وهي شرب المياه وبذات الوقت سمحت للاجانب التصرف بحرية وادخال كل ما يحتاجه الادمي وهم جميعا تحت سقف واحد وعلى بعد امتار قليلة وتجمعهم رسالة واحدة.

والسؤال هنا هل ان فيفا التي عدلت قوانين اللعبة الاكثر شعبية في العالم وسمحت بايقاف المباريات لافساح المجال امام اللاعبين لشرب المياه ادراكا منها لأهمية المياه لجسم الانسان سمحت للاعبين القيام بهذا الفعل وحرمته على رجال الاعلام ام انها قوانين ابتدعها من غاب عن ذهنه اهمية الاعلام ودوره الحيوي والمؤثر؟ .

هل هذه هي الشراكة الاستراتيجية بين الاعلام والرياضة التي لطالما تغنى بها المسؤولون وهل يتماشى هذا التصرف مع التصريحات الرنانة التي يرددها المعنيون عن اهمية الاعلام ودوره في ابراز الحدث ام انها مجرد شعارات رنانة ترددها الالسن دون ان تعي معانيها او تدرك اهميتها؟.

ومن جملة ما تعرض له رجال الاعلام المحلي التفتيش الدقيق على مقتنياتهم والادوات التي تعينهم على اداء المهمة التي جاءوا من اجلها فليس من المعقول ان يدخل احد الزملاء في نقاش طويل من اجل ادخال شاحن خلوي واقناع المتطوعين ورجال الامن انه صحفي جاء لاداء مهمته مثلهم تماما في حين كان بحوزة زملائه الاجانب عديد الادوات والاجهزة والمقفتنيات التي تخص صلب المهنة .

هي مجرد ملاحظات نضعها امام اللجنة المنظمة لتدراك الامر وتفادي بعض الثغرات التي قد يراها البعض بسيطة لكنها عميقة بانعكاساتها السلبية خاصة حين يتعلق الامر بالتمييز والتحيز لجهة على حساب اخرى، فليس من المعقول ان تعامل شخصين في نفس المكان جاءا لنفس المهمة حسب اهوائك الشخصية وقناعاتك الداخلية فالقانون يجب ان يطبق على الجميع.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى