الأخذ بالأسباب واجب ولكن
الاخذ بالأسباب واجب ولا يعني الوصول إلى الهدف المنشود
فهذا رسولنا الكريم اخذ بالأسباب على اكمل وجه فعندما أراد الهجرة إلى المدينة اختار السفر في الثلث الأخير من الليل وهي ساعة الاستغراق في النوم والمدينة المنورة شمال مكة اختار طريقا للهجرة عكس الوجهة اي جنوبا حيث غار حراء للتمويه والغنم من خلفهم لمحو الأثر ومع ذلك اندل الكفار إلى مكان الغار ولكن الله سبحانه وتعالى أعمى بصر وبصيرة الكفار عن مكان الرسول عندما كانوا عند الغار حيث قال ابو بكر الصديق والله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرانا.
وكان مما يحرص عليه رسولنا صاحب البصيرة واذكى من على الأرض هو مبدأ السرية التامة وهو من ضمن الاخذ بالأسباب ومع ذلك يوم أراد فتح مكة وكلنا يعلم قصة المرأة التي أخفت الكتاب في جديلتها لتخبر اهل مكة بالغزو ولكن الله سبحانه وتعالى اخبر النبي عن هذه المراة وتم كشفها.
وفي غزوة الخندق أخذ الرسول بالأسباب وطبق مبدأ الشورى وهو من ضمن الاخذ بالأسباب فكان حفر الخندق وكلنا يذكر قصة خذل عنا عندما تم شق صف اليهود والاحزاب بخدعة مشروعة ولكن حفر الخندق لم يكن كافيا لوحده ولا الخدعة كذلك لولا تدخل الله سبحانه وكانت الريح المرسلة.
الأمثلة كثيرة جدا من التاريخ الإسلامي ومن واقعنا اليومي الذي نعيش.
اختم بالقول التالي:-
الاخذ بالأسباب أمر يوافق العقل والدين يأمر به ،ولكن إرادة الله هي النافذه ، فيلزم الأخذ بالأسباب التوكل على الله والإيمان بأن ما يحدث لك من خير بعلم وامر الله.
