الأحوال … أحوال / م.إسماعيل “زيدالكيلاني”

الأحوال … أحوال
هذا كل ما حصل معي من أجل تغيير مكان إقامتي رسميا في دائرة (الأحوال) والجوازات …
صليت صلاة الحاجة و (سريت سروة) كغيري من المواطنين سائلا الله العلي القدير أن ييسر معاملتي عندهم … لما شاهدته بأم عيني –غير اللي سمعته !- منذ أن كنت صغيرا من تعقيدات الإجراءات غير المفهومة للناس إلى الآن !
فرحت مستبشرا عندما دخلت (الدائرة) وشاهدت حداثة المنظر ل(الكاونتر) بكاميرا قزحية العينين وجهاز بصمة اليدين ! كيف لا ؟! وأنا أرى جزءا من التغيير والتطوير والتقدم في مشروع الحكومة الإلكترونية والحوسبة – الذي أذكر أني كتبت عنه منذ أكثر من 7 أعوام للتدرب على موضوع للتعبير لإمتحان الثانوية العامة ! – .
نعم ؛ سأحصل على بطاقة “بروح العصر” وتنتهي الإجراءات قبل “أذان العصر” – أي قبل نهاية دوام (الأحوال)! – ولم يكن يعلم المسكين – الذي هو أنا وغيري– أنه سيحصل على تجديد هويته ودفتر عائلته بعد أسبوع على أقل تقدير ! …

بعد أن ردّت (السلام عليكم وصباح الخير ويعطيك العافية) بكشرة الصباح ! أتبعت برد سريع قاطع : (سجل عندك!) عقد إيجار مصدق من البلدية ،إثبات من المختار-منيح اللي إندلينا عليه!- فاتورة مي، فاتورة كهربا، وبترجع توخد كتاب من عنا للمحافظة ومن المحافظة للمركز الأمني مشان (يكشفوا) عالمنزل و…. بعدها –إذا خلصتهم !- بتبلش بالإجراءات هون …
“أها” ؛ والإندهاش يملأ وجهي … وبدأت رحلتي من الأسبوع الماضي ويا لوعورة الطّريق ! وكأني أحاول نقل مكان إقامتي “لبدو الوسط ” لأسرق صندوقا من المكرمات والإمتيازات في السكن والتعيينات ! – إن وجد – وليس إلى مدينة أسكن فيها أصلا منذ عام 2003 دون الإكتراث بتغيير مكان الإقامة منذ ذلك التاريخ –وما حدا داري و سائل!-
وبعد 5 أيام من المطاردة المكثفة ! ودفع أكثر من 35 دينار عدت لهم بدوسية (أوراق المعاملة الثمينة) مناديا : يا معلم هي اللي طلبته ! وافق –على مضض وبتقليب الأوراق عدة مرات! – ببدء الإجراءات معه بكتاب تضمين – رسوم معاملة 5 دنانير- وتصوير كل المعاملة مع طلبين لتجديد الهويتين وطلب خاص بدفتر “العيلة” وصور جديدة عليهم – رغم أن الصورة المعتمدة عندهم هي اللحظية بالكاميرا الخفية –قصدي الذكية ! – ليأتي الفرج بعدها بقبول المعاملة فقط ! ولن يتم البدء بإنجازها إلا بدفع رسوم 10 دنانير لإستلام الوثائق الجديدة المذكورة فالحمد لله أن ألهمني بيع مفتاح الريموت الإحتياطي – السبير!- لسيارتي المستورة ! وإلا لاحقنا الدّين حتى نتماشى مع عقلية (الجباية) بطوابع وتصاديق رسوم غرامات أوراق (دوسية) معاملة نقل الإقامة !؟!؟

أخيرا” ؛ كل هذا وذاك ممكن أعتبره إجراء عادي روتيني ! لكن يا مدير/ة إحترم/ي ديني بطلب تصوير زوجتي (المنتقبة) في مكان –كاونتر- خاص ؛ وهذا ما لا لم يقومون به بكل (جلافة) وإستغراب !
وإذا –عنجد- بدنا نتغير ونتطور نفعّل الشاشات بين الدوائر الحكومية والمؤسسات لنخفف على المراجعين عبءْ وطول الإجراءات – زي ما بنحكي بأخبار ال 6 – ! مع تحمّلنا للأساليب (البيوقراطية!) من بعض من يجلسون خلف هذه الشاشات ! …
أو على الأقل (أشوف!) خانة الديانة (الإسلام) على هويتي في بلد لا يعاني أصلا من أزمة طائفية -ولله الحمد- والمادة الأولى من دستوره (دين الدولة هو الإسلام) مع إنسجامي وتقبلي للمادة الأخرى (الأردنيون أمام القانون سواء) !
صحيح ؛ ليش “مخربطينلي” بفصيلة الدم ! النية البطاقة ذكية برائحة بيولوجية ؟!؟!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى