الأحزاب والعشيرة وزواج المسيار بينهما

الأحزاب والعشيرة وزواج المسيار بينهما
د. عامر بني علي العياصرة

ربما يرى البعض أن للعشائرية دورها الكبير في ضعف العمل الحزبي _ المصطنع أصلا غير الموجود واقعا _ المنزوع الدسم من أي تضحية ملموسة سوى تضحية ركوب التضحيات للآخرين المضحين من غير الحزبيين سواء أكانوا أفراد _ بطولات البعض الفردية والوطنية و القومية والدينية _ أو جماعات_ حراكات اصلاحية شعبية عفوية حرة ونزيهة_ بل كانت بقولهم _ العشائرية _ عامل رئيس من عوامل هذا الضعف للأحزاب بموقفها السياسي االمعارض بولاء وانتماء أكثر للأرض التي يقطنون فيها دون الاشخاص المنتمين إليها _ العشيرة_ وبخاصة تلك التي دخلت عمليات صدام مصطنع بتناقض سياسي ممنهج مع الدولة بدائرة مرسومة عليها وممنوع أن تتعداها أبدا مع ملاحظة أن كل الأحزاب من يسارها إلى يمينها لجأت إلى العشائر ذات الثقل واستقطبت لها عناصر من أبنائها هم قيادات ورموز فيها وعند اندماجهم في الأحزاب اصبحوا أيضا رموزا وقيادات فيها ومع ذلك لم يغير هذا من بنية العشائر وانحيازاها السياسي الواعي للوطن وبقناعة مطلقة أن لا وجود حقيقي للأحزاب وإنما الموجود هو تحزب مصالح ومكاسب وكسر عظم للوطن وبشعارات براقة تجذب الطيبين من أبنائه الوطنيين و المتديينين في نصرة قضاياه على حد سواء.
فالمتابع و المراقب لهاتين الكلمتين يرى العجب العجاب في تبعية الأولى للثانية فبعد أن كانت الثانية بالنسبة للأولى وأتباعها تخلف وضعف وتضيع أمانة ومسؤولية لعدم تقدمهم وتصدرهم مع وجودها ها هم اليوم _ الحزبيون _ بغيرون من تكتيك لعبتهم _ المكشوفة أصلا _ ليلجأووا إلى عشائرهم التي ينتمون اليها ويحاربونها و لا يعترفون فيها أصلا مع وجود أحزابهم بتناقض واضح ليس بحاجة إلى كثير من تمعن أو تدقيق فبعد أن كانوا يحاربونها _ العشيرة_ بافرازاتها وقراراتها وتوجهاتها معتذرين لهم._ العشيرة_ بالتزامهم _الحزبي _ ها هم اليوم يظهرون مع عشائرهم كحمل وديع متقدمين و مشاركين و متفاعلين ومندمجين و مخططين ومتباكين على مصالحها ووحدتها والأمر في رمته لا يخرج عن خطورة مرحلة قد فرضت عليهم ما ذكرت من اندماج ومشاركة هي في حقيقتها زواج مسيار من الحزب على العشيرة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى