اقلب الصفحة / سهير جرادات

اقلب الصفحة
سهير جرادات

كم صفحة وصفحة لقضايا طويت رغم إرادة المواطن الأردني، وهو يجهل أسباب طيها، وقبل لم يستوعب اسيابها، وحيثياتها !!؟؟ والأمر الوحيد الذي يدركه أن هناك “أفلاما محروقة” يتم انتاجها؛ لطي صفحة قضية بعينها ، وإخفاء معالمها وتحويل الأنظار عنها ، والتوجيه نحو قضية أخرى يتم افتعالها، أو استغلال حدوثها وتضخيمها؛ لغاية طي صفحة تحتوي على حادثة يراد التهرب من تبرير الخطأ المرتكب بها، والإساءة المباشرة التي وجهت لوطن بأكمله بسببها، كما في حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان إثر قتل الحارس الاسرائيلي مواطنين اردنيين، ورفض إسرائيل تسليم القاتل للأردن، أو تنفيذ قرار فرض علينا من قبل جهات خارجية واضطرت الحكومة لممارسة الضغوطات على أعضاء مجلس النواب لإخراجه للنور.

في الاسبوع الماضي أُكره المواطن على طي صفحتين مهمتين ، أولهما: صفحة حادثة السفارة الاسرائيلية ، دون تعليل لآلية مغادرة القاتل وطاقم السفارة بطريقة انتهكت فيها كرامة المواطن وحرمة الوطن ، وطويت معها صفحة حق الشهيدين اللذين سقطا في الحادثة بتقديم الجاني لمحاكمة عادلة .

أما الصفحة الاخرى التي طويت ، فهي آلية التصويت على قرار الغاء المادة 308 ، من قانون العقوبات الأردني ، التي دفعت أغلب أعضاء اللجنة القانونية في البرلمان الى تقديم استقالاتهم ، اعتراضا ليس على الغاء المادة لكن على آلية التصويت ، لأن الجميع بالتأكيد ليسوا مع تزويج الجاني المغتصب من المجني عليها المغتصبة ، لكنهم ليس مع الإلغاء غير المقترن بوضع تعديلات وتعليمات تحدد بعض الجوانب التي تضمن حق الفتيات المغرر بهن تحت ذريعة الحب والوعد بالزواج ، ليخرج القرار بصورة هزيلة غير مدروسة قانونيا من جميع الجوانب.

مقالات ذات صلة

أما الصفحة التي افتتحت ، أو استغلت لغايات طي الصفحتين السابقتين ، هي صفحة النائب الذي يمثل شريحة أصحاب البسطات ، والنائب الاشكالي والمشاكس يحيى السعود ، الذي اعترف صراحة تحت القبة أنه من نواب “الألو” الذين يتلقون التعليمات من الأجهزة الأمنية ، وصاحب عبارة ” اقعدي يا هند ” ، والمعتدي بالضرب على زميله جميل النمري ، وهو صاحب عبارة ” الله ينتقم منه اللي جاب الكوتا على المجلس ” ، وعبارة ” روحن تمكيجن لجيزانكن ،ولقطن ملوخية أحسنلكن من هالسولافه” ، وهو أيضا النائب الوحيد الذي جرى الاحتفال بنجاحه بالانتخابات بإراقة دماء احدى قريباته ومقتلها برصاصة يمنع القانون استخدامه .

وبالأمس أطلق مبادرة ” المباطحة ” بحق عضو الكنيست الإسرائيلي أورن حزان، الذي رفض الاعتذار للشعب الأردني بعد تصريحاته المسيئة لهم.

بلغة ركيكة كتبت صفحة ” المباطحة ” التي طويت سريعا بعدما انجزت مهمتها في طي صفحتي حادثة السفارة وإلغاء المادة 308 دون ادراك خطورة ما بعد الالغاء ، وخلت من الإشارة الى أن الأصل حدوث ” المباطحة” في الرابية ، اعتراضا على سفك دماء اردنيين اثنين وتملص الجاني الاسرائيلي من العقاب ، أو أن تكون “المباطحة ” للحث على توقيع عريضة شعبية لطرد السفيرة الاسرائيلية لانتهاك بلدها حرمة اردننا ، أو كانت للثأر لدم الشهيدين .

وحبذا لو شاهدنا ” مباطحة ” حقيقية عند اقرار قوانين “تسلق سلقا” تحت القبة ، وتمرر من قبل نواب الشعب على الرغم من أنها تضر بمصالح أفراد الشعب وقوتهم ، من رفع أسعار السلع والمشتقات النفطية ، أو فرض الضرائب وغيرها ، بحيث تخرج ” المباطحة ” قوية للمصلحة العامة ، لا أن يكون الهدف منها توجيه أنظار الشعب عن قضية انتهاك حرمتنا الى أمر سخيف لا يتعدى دعاية اعلامية ودعائية ، وتطبيل اعلامي سطحي .
ترى في الأيام المقبلة، ما الصفحة التي ستفتح ؟ وما الصفحة التي ستفتعل لطيها ؟!

عزيزي المواطن: استعد لقلب الصفحة!!
Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى