اقتلوا حكم المباراة او اطرحوه ارضا / علي شريف

اقتلوا حكم المباراة او اطرحوه ارضا

تعددت الاتهامات الموجهة في دوري المحترقين الاردني نحو التحكيم والاخطاء التي يقوم بها حتى وصل الامر للشب والردح والشتم بما لا يطاق وكان الحكم جلمود صخر بلا احساس او مشاعر .
لندرك قبل ان نبدا ان الحكم انسان غير معصوم عن الخطا ولنعترف ايضا ان هناك صافرة مخنوقة ومرعوبه ونتيجة ذلك نرى الاخطاء التي ربما تعصف بتعب مجهور كامل كذلك فان هناك تحكيما متزنا راقيا وصافرة واثقة ورغم ذلك فانها لا ترضي الجميع.
ثمة اتهامات طويلة وثمة عاطفة جماهيرية جياشه تدفع باتجاه نقد التحكيم الذي اصبح الحلقة الاضعف في دوري المحترقين الاردني ومع ذلك فان لا احد انتبه للاهم والسبب الذي جعل من هذا التحكيم الحلقة الاضعف والمتهمة دائما في ضياع الحق والتعب.
ومن خلال المتابعة القريبة للدوري وجدت ان التجييش الجماهيري على الحكام بات ينطلق من بعض ادارات الاندية المرعوبه والمختبئة خلف جماهيرها والتي دائما ما تريد ان تغير بوصلة الاحداث عن اخفاقاتها المتتالية نحو التحكيم بل اننا ربما نسمع مطالب ادارية بقتل الحكم او طرحه ارضا في ظل منظومة ادارية فاشلة لدرجة خجل الفشل منها.
ماذا يعني ان يدخل فريق المنافسة في الدوري وقد اسقط من حساباته المنافسة على الالقاب وبقي طموحه اسير الثبات فقط وحين يقع الفاس بالراس تتجلى نظرية المؤامرة التي تبدع فيها ادارات الاندية بتوجيه اللوم للحكام وللاتحاد الذي يستهدفها وتتناسى انها هي من استهدفت انديتها وقتلت الطموح نهائيا في قلوب لاعبيها كي تبقى تجلس على مقاعد ادارية دون ان تتحمل ولو جزء من الذنب .
هناك اداره تدرك انها غير مرغوب فيها من الجماهير وادارة لا شغل لها الا فصل الاعضاء بناء على مواصفات ومقاييس اعتمدتها هي لاجل البقاء وادارة تمارس ابشع انواع الفرز في انديتها.
وادارة تبعد كل كفاءه وصاحب اختصاص وادارة لا تعلم كيف يدار ناديها في الوقت الذي اصبحت مهمة الجميع منهم ان ينتقدو التحكيم ويدافعوا عن انجازاتهم الوهمية التي عشعشت في عقولهم ومن ثم الترويج لسياسة المؤامرة التي احيكت ودبرت بليل لاستهداف هذا النادي او ذاك.
هناك ادارة مفلسة جدا ولكنها تغتال الداعمين وهناك ادارة تابدت في العمل فلا ياتيها الباطل عن يمينها ولا عن شمالها والانكى ادارات الديمقراطية والتي شعارها اما ان تكون معنا او تكون معنا فلا خيار.
والمشكلة ان الجماهير تنساق سريعا خلف هذه الاتهمات الباطله وتصبح هي السلاح الاقوى في تبرير اخفاق الادارات وتعسفها وعدم قدرتها على عمل اي شيء بل انها من السهل عليها ان تنسى الجماهير في حالة الانجاز وتنسبه لنفسها بينما عند الاخفاق تبدا الاتهامات.
الاتحاد متامر والحكام متامرون وارضية الملعب متامرة ومن الجمهور متامرون والطقس متامر ولوحة النتيجة متامرة فقد غيرت النتيجة والتلفزيون متامر حتى ان البث المباشر كان متامر وماجد العدوان متامر ووصل التامر حد اولاد الجيران والصحافة متامرة والسماء والارض قد اجتمعتا بالتامر على منجزات النادي الذي بلا انجازت .
وعندما ياتي الفوز فسيكون بحكمة الادارة والملعب بحكمة الادارة واستقطاب اللاعبين بحكمة الادارة الكيبورد يعمل بحكمة الادارة والنظارات التي نلبسها بحكمة الادارة والسماء التي امطرت يوم المباراة بفضل دعاء الادارة ولولا الادارة وتوجيهاتها لما صد الحارس ركلة الجزاء .
و حضور الجمهور برغبة الادارة ومقاطعته برغبة الادارة ووجود التاريخ اصبح يتقلب بين اصابع الادارة وحين يصيح ماجد العدوان جوووووووووووول فان ذلك بحكمة الادارة.
غريبة عجيبة الكيفية التي تدار بها اغلب انديتنا فهي تفهم بكل شيء بالطقس هي خبيرة بالطبخ خبيرة باستدرار العطف خبيرة بصناعة الوهم خبيرة هي بكل شيء خبيرة الا بالعمل الرياضي والعمل المؤسسي الذي لا ياتي احيانا الا بالتصريحات وكل افعالها خبيصة .
بالعودة لما بدانا ربما يكون التحكيم مشكلة صغيرة في الدوري الاردني ولكن المشكلة الاكبر والمصيبة الاكبر هي ادارات قابعة على كراسيها تتبنى نظرية المؤامرة في كل اخفاق وما بقي عليها الا ان تطالب الجمهور بحماية وجودها بقتل الحكم او طرحه ارضا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى