اغلقوا الجامعات …… / زياد البطاينه

اغلقوا الجامعات ……
– الكاتب الصحفي زياد البطاينه

اختلطت أوراق الزمن العاري وانحنت شجرة الأخلاق… هاهي اوراقها تتساقط كل يوم ورقه حتى أقفر واقعنا الحزين من كل ما تعلمناه في حياتنا، دينياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً ‏
أي زمن نعيش فيه لاادري…. ، وكيف يمكننا توصيف ما نحن فيه؛حتى نرى ذاك الشغب المسيس ضد البلد واهله ضد الاخوة والصداقه ضد الاخلاق والقيم والعادات والتقاليد
حتى يقتحم ايادي الشر مؤسساتنا التعليميه مؤسساتنا التي تعلم وتهذب وتصقل شخصية الافراد حتى يكونوا افرادا وجماعات تهدي ما تجرعته عملا وقولا والتزاما لوطنها ونظل نقول المستقبل المستقبل ات واي مستقبل هذا الذي تعدوننا به واي حال اصبحنا فيه ومن المسؤول …‏
أي زلزال يضرب ضمائرنا وقلوبنا وصدقنا حتى بتنا ننشد الخلاص باي ثمن
. والسبب ان شعبنا المسيس حتى النخاع بحب الوطن والذي لم يَحْنِ ظهراً ولم يطأطئ رأساً، ولم تخضع جباه أبنائه إلا لخالقها.اليوم يتاثر بتيارات مختلفه هبت بهدف القضاء على كل منجزاتنا والنيل من سمعتنا والمساس بوحدتنا وطمس عناصر الحب والوفاء والانتماء وباي حقل كانت
. يمكن التفهم أنّ كَيْد الحاسد والباغض والحاقد لا ينتهي لكن أن نسكت على (من يدعون أنهم) أبناء الوطن لاستجماع ما تبقى من شَرْذماتٍ حاضنةٍ ما زالت تعيش وهمها……
ما الذي أصابنا نحن ابناء هذا البلد أهي حمى استأثرت بجسد هذا الشعب وتمكنت منه حتى لم يعد له من أمره شيء… أي زمن يسكن فينا وويتحكم في ارادتنا ….. وهل سيستمر هذا الحال والى متى ؟؟؟؟
وهل هناك علاج نجرعه للكثير من ابناء بلدنا الذين نسوا انهم ابناء هذا البلد الكبير بقيادته وسمعته واهله …. هذا البلد الذي يجمع ولا يفرق بيت العرب كل العرب كما هو بيت الاردنيين بيت الانصار دوما وملجا المستغيث والملهوف وواحة الامن والامان اتي راهنا عليها فمابال اهلنا ؟؟؟؟ …
وأي حال تردى له هذا الحال الذي وصلنا اليه في جامعاتنا الاردنية الاهليه والرسميه وانسلاخ كل ما يمكن أن يسمى أخلاقاً أو قيماً.. شهامة أو مروءة…..أخوّة أو جيران تغيير هيئتنا الداخليه هيكلتنا النظيفه الناصعه البياض
أي زمن ينتظر نا وقد وهن العظم منا وانحنت الظهور من ثِقَلِ الإملاءات، حتى ما عادت الرقاب قادرة على حمل الرؤوس. ولكن أي قناعة يمكنها أن تتكون لنتاج كل ذلك. تغيرت معركة الحياة بين الوجود والتواجد…‏
تعالوا الى كلمه سواء تعالوا للحظة صدق تعالوا لكرسي الاعتراف من المسؤول ؟؟؟
لقد ثبت اننا مازنا بالصف الاول من مدرسة الحياه نستثمر بالتعليم لابالعلم في الانشاءات لابالبنى التحتية في المطاعم بالمقهي بالاستراحات لابالسياحة في مزارع التصدير لابالزراعة في الوكالات التجارية لابالصناعة الا اذا كان الربح سريعا
حتى اصبح العلم عندنا لايساوي شيا وشهاداتنا تتعرض للنقد وطلابنا في الصف الاخير كل هذا بفضل سياسات الحكومات في اتباع اسلوب الاستثناءات وحلق ارضنا محطة للتجارب
لقد كان تاسيس الجامعات الاردنية في مطلع الستينات جزء من المشروع الوطني الاردني قبل ان تتحول كما ارادها البعض دكاكين ومدارس خاصة ومصادر رزق وكسب واماكن لمن لم يحا لفهم الحظ بتجارة او منصب او منفعه
كانت جامعاتنا الاردنية علامة رمزية تدل على نهضة الدور الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للدولة الاردنية والنزوع الحداثي للبلد الذي كان يرسل بالالاف من ابنائه الى دول الشرق والغرب للتحصيل الجامعي وظلت جامعاتنا بالوجدان ويشكل الانتساب اليها امتيازا ينطوي علىمصداقية ربما انها تشرخت واقعيا لكنها ظلت قابلة للترميم وظلت جامعه للنخب الفكرية الثقافية لاالطبقية لها اصالة وروح
الا ان جامعاتنا اليوم انحرفت عن مسارها وغلب الكم الكيف وتاكلت مساحاتها بسبب المنشات التي لاتخدم الطلبة ولا العلم بل مكاسب ومنافع وارهقت موازناتها دون حسيب او رقيب واصبحت مدارس تستوعب الالاف منهم مكرمة ومنهم على حساب ومنهم موازي ومنهم استثناء كل هذا على حساب الطالب المميز والمبدع ونتاج الوساطات والمحسوبيات ليتخرج الكثير بلا شخصية ولا روح وانزلقت جامعاتنا الى ماهو ضد غاياتها الاولى
وخسرت جامعاتنا…… خسرت روحها قبل ان تخسر سر قيمتها واستمراريتها وقدرتها على المنافسة والبقاء ولم يعد لدينا جامعه وطنيه ترتبط بالمشروع الوطني وتشتغل على اساس ثقافي لتخرج قيادات وطنيه ولم تعد جامعاتنا تتشدد بالقبول ولا عاد المتفوق والموهوب والكفؤ يميز لان الاستثناءات والتي تنوعت وتشكلت وتنوعت اسمائها منحت معدل ال 50مثل 99ولم تطور مناهج ولم تسجل ابحاث واصبحت المعايير والمواصفات عرضة لتيارات المزاجية وجوائز الترضية حتى تعيين الرؤساء لم يخضع الا للمزاجية والوساطة والمحسوبة دون مراعاه لمعايير اوكفاءة واصبحت الكوادر مترهله وهاجر كبار الاساتذه مثلما هاجر الطالب الكفؤ واصبحت الجامعات التجارية او الخاصة اكثر مناعة وقوة
فإلى أين نمضي لاادري بعد ان اصبحنا نرى الطلبه قد تحولوا الى عصابات والكتاب الى سيف والقلم الى شفره ونسي الطالب ان والده غفى تحت الشمس تعبا وارهاقا من اجل ولده الذي ينتظره ليحمل عنه شيئا من الهم
واليوم على جامعاتنا ان تغلق ابوابها او تصحح مسيراتها وتقيم الوضع وتتصرف حتى لو اغلقت تلك المؤسسة ‏لأنه لن يكون من مكان في الزمن القادم إلا للمساهمين في نشر الضياء وإخلاء الغربان من مساحات حياتنا، واجتثاث صائدي فَراشِ حقولنا؛ ورافعي بيادر الخير وشلالات العطاء. وفاتحي بوابات الأمل؛
سيكون الزمن القادم هو لباني سدود التفاؤل في وجه الرياح الصفراء، ولناثري حفنات النور لتغطي الرماد الذي عرىّ أيامنا من الفرح وجعل جامعاتنا بؤر شر وساوى بين طالب العلم حقا وطالب الشر بين العاقل والجاهل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اقسم بالله انك تحكي صحيح وجامعاتنا خربانة لكل الاسباب التي ذكرتها , واشهد الله ان ابنة اخي حصلت على معدل 93.5 وتقدمت لكلية الصيدلة وتم رفضها لان اخر معدل في الصيدلة تم قبوله هو 94 ! وبعد ان بدأ الدوام في الجامعة كانت اختها التي تكبرها بسنتين بكلية الطب , واستفسرت من اكثر من عشرة طلاب في كلية الصيدلة سنة اولى عن معدلاتهم وصدمنا جميعا عندما تبين لنا ان ابو 75 قاعد في كلية الصيدلة وهذه المسكينة ام 93.5 لم تتمكن من الدراسة مما دفعنا لتسجيلها في جامعة خاصة !! مثلها امثال وهذه نهاية مطاف جامعاتنا لم يعد خريجوها مقبولين لا شرقا ولا غربا ويفضلون علينا كل خريجي الوطن العربي ؟

  2. صحيح ولكن …. دائما نبحث عن الحلقة الاضعف وهنا الطالب وابو الطالب وامه وعائلته لكن هناك من اوصل هؤلاء المساكين الى هذا الحال فالدكتور له مواصفات خاصة اخرها قدرته العلمية وطذلك صعودا حتى اخر الهرم لنبحث اكثر قالمجرم متخفي والمنفذ مسكين يبحث عن لقمة عيش مغموسة بالذل

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى