اعادة العلاقة بين المواطن والدولة / جميل يوسف الشبول

اعادة العلاقة بين المواطن والدولة

الكلام للحكومة وتحديدا لوزيرة التخطيط والتعاون الدولي والتي تعترف بوجود خلل في العلاقة

بين المواطن والدولة وان الحكومة جادة في اعادة هذه العلاقة الى مسارها الصحيح والامر في

غاية السهولة كما تعتقد هذه الحكومة وكما تريد .

نقول للحكومة وللوزيرة التي تقدمت الصفوف وتتأهب لترؤس الجاهة الكبرى ان القصة ليست

خللا في العلاقة بل هي ازمة ثقة تحتاج الى شخوص وادوات لا تملكها هذه الحكومة وما سبقها

من حكومات فالذي احدث الضرر لن يكون قادرا على اصلاحه.

الثقة تمنح او تحجب والمواطن هو من يملك حق منحها او حجبها ومن اراد ان يستعيد ثقة

الناس فعليه ان يخاطب العقل ويقدم خطة اصلاحية جادة وحقيقية وان يلمس المواطن صدق

التوجه .

في ماليزيا كانت هناك ازمة ثقة واعاد مهاتير محمد العلاقة بين المواطن الماليزي ودولته في

خمسة ايام فقط اعاد خلالها 50 مليار دولار منهوبة الى خزينة الدولة واودع رئيس الوزراء

السابق و تسعة من وزرائه السجن اضافة الى 50 قاضيا و 144 رجل اعمال و 200 رجل امن

فحصلت حكومة مهاتير على الثقة .

اشار المواطن الاردني الى مواقع الفساد وشخوص الفساد وسماهم بالاسم لكنه لم يجد اي توجه

جاد لمحاكمة الفاسدين بل انه وجد ان هناك من يحمي هؤلاء ويقدم لهم الرعاية .

كيف تعود الثقة لمواطن فقد ادنى حقوقه واجبر على دفع مستحقاته من ضرائب وغيرها من خلال

شركة خاصة لا تملك مكتبا للقبض داخل مبنى الجهة المعنية فتغادر مكانك وقد تطول الرحلة او

تقصر لتعود لتلك الدائرة حاملا ما يثبت انك دفعت من خلال هذه الشركة كل ذلك وانت تقرأ عن

الخدمات الالكترونية الكبرى التي تقدم لك .

كيف تعود الثقة لمواطن يعود من المطار لوجود ذمة مالية بسيطة لا تذكر فيلغي سفره ويخسر

تذاكره ومواعيده وتجارته وقد حدثني احد الاصدقاء انه قدم جوازسفره وجوز سفر ابنه الطفل

فانجزت معاملة الطفل وختم جواز سفره ودخل منطقة المغادرة وطلب من الرجل العودة لوجود

ذمة مالية بسيطة بحقه فكان الطفل في دولة والاب في دولة اخرى اما صاحب المليارات المنهوبة

فيغادرنا معززا مكرما .

الثقة تعود عندما نعيد للمواطن كرامته وللوطن ما بيع من ممتلكاته فهل انتم فاعلون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى