اطفالنا و الشاشات بين الادمان و الحرمان / سعد ذنون العنزي

اطفالنا و الشاشات بين الادمان و الحرمان

متطلبات الاطفال كثيرة وغالبا ما يزعجون امهاتهم في أوقات عملهن وهنّ بأمسّ الحاجة الى التركيز و الانتباه لإتمام كامل واجباتهنّ،
فتقوم الام بالحل الذهبي والسريع و الممتع للجميع وهو تشغيل احدى الشاشات التي في المنزل وما اكثرها في هذا الوقت (شاشة تلفاز او العاب الكترونية او هواتف ذكية وغيرها)
فينشغل الطفل و يستمتع بوقته و تكمل هي باقي أعمالها بهدوء..
لكن يبقى السؤال الاهم وهو
ما هو المقابل الذي ندفعه نحن و أبناؤنا لقاء هذا الحل السحري؟؟
كلنا نعرف ان هناك فوائد و أضرار لهذه الشاشات ولكن القليل جدا منا من يوازن بين الايجابيات و السلبيات،
بالنسبة للفوائد فيمكن ذكر منها بعض النقاط وهي
* التخلص من فوضى الاطفال وازعاجهم للأمهات اثناء فترة قيامها بعملها.
* التعلم والاطلاع والاستمتاع بالوقت.
* تعلم بعض المفاهيم والقيم -على قلتها- من بعض القنوات التلفزيونية.
* الدخول الى عالم التكنلوجيا ومشاهدة البرامج التعليمية والمفيدة و حتى بعض برامج التصميم البسيطة.
* سماع اللغة بشكل جيد وبصورة مستمرة -وهذا مفيد للاستماع فقط وهو يكون مجرد متلقي، اي انه يسمع ولا يتحدث-. اما الأضرار فهي معروفة ولكن مع ذلك يمكن ذكر منها بعض النقاط التي تخص الجانب الصحي و النفسي و الاجتماعي:

دراسة جامعة أبردين في سكوتلاندا أظهرت ان الجلوس ومشاهدة ((ساعة واحدة)) في اليوم امام الشاشة تودي الى زيادة بمعدل كيلو غرام من الدهون الصافية سنويا لدى الاطفال.
* هذه الشاشات تحاكي حاستي البصر و السمع فقط و تلغي حواس الذوق و اللمس و الشم وهذا مما يؤدي الى ضعفها..
* البلادة و فقدان النشاط و الحركة في اكثر فترة نمو للطفل ويحتاج فيها للحركة و التعرف على بيئته الحقيقية و ملامستها والتعامل معها.
* التشتت و فقدان التركيز لان تفكيره سيكون مشوش دائما و غير مستقر اذ ان الصور و الأصوات ستبقى في ذاكرته حتى بعد ان يتركها.
* مهارات التواصل والاجتماع و اللغة ستكون ضعيفة جدا و يميل للانعزال وتكون أجمل أوقاته عندما يحتضن جهازه بين يديه ويلعب لوحده بدون ازعاج.
* في كثير من الحالات تكون لدى الاطفال حالات تشبه الى حد كبير حالة التوحد وذلك بسبب الجلوس الطويل امام الشاشات.
* كثير من الألعاب تحرض على العنف والانتقام والدماء فيها كثيرة مما يجعل العنف وحتى الجريمة أمرا غير مستهجن.
* الإبداع والابتكار و الخيال يتحدد جدا بسبب انه يرى كثير من الخيالات والصور الخيالية في الشاشات فلا يحتاج ان يبدع في تكوين تصوراته الخاصة.
هذه ابرز الإشكاليات التي قد يعاني منها الطفل سواء وعينا ذلك ام لم نعي..
و كذلك يتعلم السهولة و التسطح و عدم بذل الجهد الحقيقي للوصول الى النتائج المطلوبة و هذا يتعارض مع الحياة الواقعية المليئة بالصعوبات..
نصائح مفيدة:
يجب ان نعترف اولا ان الطفل ليس غبيا وانما هو ذكي و ينتبه على كل مايدور حوله وخصوصا من الوالدين ويقوم بتقليدهم ومحاكاتهم فيجب الانتباه لانفسنا لأننا قدوات وعدم أمره باوامر لا نطبقها على انفسنا وان لا ننشغل أمامه كل الوقت بهذه الأجهزة.
* بالنسبة للأطفال دون سن العامين فيقول علماء الطب النفسي انه يحرم عليهم الانشغال بهذه الشاشات لأنهم في المرحلة الحسية والتي يجب ان يتعرفوا فيها على بيئتهم الطبيعية،
* اما الاطفال الاكبر عمرا (دون سن12) فيجب ان لا يتجاوز الوقت اليومي لكل الشاشات (تلفاز،هواتف،العاب) اكثر من ثلاث ساعات في اليوم، وممكن ايام العطل زيادته قليلا.
* وكذلك ممنوع دخول الشاشات الى غرف الاطفال الخاصة وخصوصا مع وجود الانترنت.
* التركيز على المهارات الحركية و الاتصال المباشر و اكتساب اللغة من محيطهم و إعطاء فرصة للطفل للتعبير عن رأيه.
* فحص البرامج التلفزيونية و الألعاب الالكترونية والجلوس معهم قدر الإمكان اثناء مشاهدتهم للبرامج التلفزيونية و محاولة مناقشتهم و التركيز على القيم و الرد على الشبهات او السلبيات التي ستظهر أمامهم.
* إيجاد العاب البدائل وخصوصا الملموسة مثل المكعبات و البازل و العاب التركيب و الميكانيك.
وكذلك ملاحظات بعض علماء النفس على ان الطفل لا يتكون لديه مفهوم الأبعاد الثلاثية فهو يعرف كيف يبني البيوت على شاشة الهاتف ولكن عندما اعطوه مكعبات حقيقية و طلب منه البناء فانه لن يتقن العمل كما في الهاتف.
* ملاحظة اخيرة و مهمة ايضا وهو انه اثناء الاكل فالافضل عدم تشغيل التلفاز لانها فرصة للحديث مع العائلة والسؤال عنهم و عدم اشغالهم بغير طعامهم..
حفظ الله لنا اولادنا اجمعين..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى