اسقاط حملة “حكومة البعوض” في الاردن / عبد الفتاح طوقان

اسقاط حملة “حكومة البعوض” في الاردن

مدن اردنية تنتفض و تتحرك لصد هجوم حملة الحكومة الاردنية التي يقودها الدكتور هاني الملقي ، ظنا انه ريتشارد قلب الاسد او نابليون بونابرت،الذي دخل الأزهر بالخيول وداس قداسته وحرمته ، وحملة الملقي لا تختلف اذ هي داست علي قدسية الشعب و ماله و اتت لافلاس الشعب و التغول علي جيوب المواطنين لسداد مديونية ترعرت علي الفساد المؤسس و المحمي من قبل متنفذين.

حكومة شبهها البعض انها مثل مثل “البعوضة” : تنقل امراض تهدد الشعب و تمص دمه .

و اول المدن التي تحركت لاسقاط الحكومة الحالية هي مدينة الكرك التي كانت شعلة البداية بخروج الاف مطالبين برحيل الحكومة يوم السبت ١٨ فبراير ٢٠١٧ ، تلتها مدينة السلط اليوم التالي و هو الاحد ،و تستعد مدينة الطفيلة لتوجيه الضربة القاضية لافشل حكومة مرت في تاريخ الاردن الحديث . ليس ذلك فقط بل ان نواب الحركة الإسلامية في الأردن قاطعوا جلسات مجلس النواب احتجاجا في سابقة تؤطر لعمل سياسي جديد و مرحلة مواجهة بين السلطات.

مقالات ذات صلة

حكومة اعلنت من اول يوم تولت ادارة بعض من شوؤن البلاد ووصفت نفسها علي لسان رئيسها في لقاء متلفز انها “حكومة جباية “، و ضربت بعرض الحائط مطالب الشعب و حقوقه و لقمة عيشه.

و يبدو أنه لا يمكن للملك عبد الله الثاني ، ملك الاردن ان يتجاهل هذا الحراك و ما سببته الحكومة دون ان يعجل بطردها و اقالتها ، و يعتقد البعض من السياسيين أنه لن تمر فترة زمنية محدودة الا و يقيل الملك عبد الله الثاني الحكومة التي فشلت في تدبير الشأن العام .

الساحة السياسية الاردنية العمومية مشتعلة و مرهونة إلى تكهنات واجتهادات أبطالها فاعلو تدبير الشأن العام وهم المواطنيين البسطاء اللذين مستهم قرارات حكومة الملقي ، بعد ان فشلت بعض من مجالس نيابية في تمثيلهم و الدفاع عن حقوقهم ، مع تدخل العنصر الامني في دعم و اختيار بعض النواب و ادارة نواب اخرين ، وهو ما نعتقد انه شيء غير ديمقراطي و غير طبيعي بالنظر إلى الديمقراطية السياسية التي يتغني بها الاردن و يدعو لها الملك عبد الله الثاني الضامن لاستمرار الدولة التي هددتها قرارات الحكومة الحالية.

اعتاد الشعب الاردني الذكي في السابق ان يقبل بحكومات ضعيفة تآتي لهدف محدد تثير حنقة الشعب و تخنقة فيثور عليها ، و يقوم الملك باقالتها لامتصاص الغضب الشعبي و يجني محصول التعاطف الملكي ، ولكن القرارات السيئة تكون قد مررت ، و لكن هذه المرة الوضع اختلف حيث الالعاب السياسية الحكومية باتت مفضوحة .

لم يعد كاف اسقاط الحكومة الحالية و طردها ، بل كما طالب المتظاهرون الاردنيون خلال الوقفة الاحتجاجية و المظاهرات بتراجع الحكومة عن هذه القرارات؛ لما تشكله من إرهاق على جيب المواطنين، ومحاسبة “الفاسدين”، وإصلاحات اقتصادية بعيداً عن جيوب المواطنين، وفقاً لما جاء في صحف محلية اردنية .

ورغم ان سبق و قبل الشعب من خلال مجلس النواب الاردني النسخة الاولي المهترئة من حكومة الملقي “الباسم “ ، وصبر علي النسخة الثانية لينفجر امام النسخة الثالثة و هي نسخ ضعيفة “عوضها علي الله” ، و مشوهه للاقتصاد و لا تحمل في طياتها وزراء اقوياء وطنيين مدافعين عن حق الشعب في حياة كريمة امنة مستقرة.

حكومة اتت علي جيب الشعب و استباحت ماله و شلحته كل ما يملك و اضافت ضرآئب و اتاوات و استعلت عليه و داست علي لقمة عيش الفقير و الغت الطبقة المتوسطة ،ولم تحاسب فاسدا واحدا ، و قامت بإلغاء الدعم الحكومي للسلع الأساسية ، و لم تهتم بآكثر من مليون اردني في الغربة اعتبرتهم من المطاريد لا حق لهم في راى او مشاركة او قرار داخل الوطن الواحد ، واستمرآت التصريحات غير الصادقة و الكلام ، و اوصت بتعيين “غير المؤهلين “ في الموؤسسات و مجلس الاعيان ، و كما يقول المثل كل كلامها “ كلام جرايد” ، اي كلام دون فعل .

و لم تكتف الحكومة بفشلها في الجانب الاقتصادي بل تنازلت عن الولاية العامة و استحلت الخروقات الدستورية في غياب مجلس نيابي قوي يحاسبها، و اصبحت سوطا مطيعا في يد “ الاخر” تجلد الشعب بسوط الضرآئب ، و صوتا تابعا لمسؤول من خلف الستار يتحكم في التعيينات و يقرر لرئيس الحكومة الذي بات يظهر و كأنه يرآس حكومة شكلية يقوم بدور “سكرتيره تنفيذية “ تمتاز بشخصية عناد الشعب .

أن الاغلبية الساحقة من المحافظات الاردنية تؤيد بشدة اسقاط الحكومة الاردنية الحالية التي اتت علي شكل “حملة تدميرية “ ذات شعبية منخفضة . لقد اتت حكومة الدكتور هاني الملقي بكل الشروط المطلوبة لاسقاطها و انطلقت شرارة اقتلاعها من مدينة الكرك الاردنية.

نصيحة للدكتور هاني الملقي ، احمل كتاب استقالتك وكل حكومتك و ارحل بكرامة قبل ان يطاح بك كما اطيح بغيرك .

ان اسقاط حكومة ناقلة للامراض الاقتصادية القاتلة للشعب بحجم “البعوضة” ليست صعبة علي شعب بحجم “الحوت”.

ابا فوزي “ارحل “ حتي ننساك كما طلبت وقت ان نصحت.

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى