بلديات المملكة ( خارج التغطية ) / رداد التل

بلديات المملكة ( خارج التغطية ).
رداد التل

نعم لقد كانت خارج التغطية الحكومية و الإعلامية، نعم لقد تم إسقاط البلديات وإسقاط أعمالها وإسقاط الإرهاق و الخطر الذي عايشته منذ دخول جائحة كورونا لهذا الوطن.
من هو الخط الأول , دعتي أحدثكم أن البلديات في خط الدفاع الأول وهنا لا أنكر جهود باقي المؤسسات الرسمية التي واصلت الليل بالنهار وكرست امكانياتها لمواجهة هذا المرض سيئ الذكر.
مارست البلديات مهام لم تكن لها أي تجربة سابقة معها , ولا تملك أي إمكانيات تذكر حتى مواد التعقيم فقد إستعانت بخبراء و تدربت على خلطها لأول مرة , لم تكن تملك البلديات معدات الرش و التعقيم و التطهير فقد كان وبقدرة قادر أولى من قاموا بامتلاك تلك المعدات .
عملت كافة البلديات على مدار الساعة ( أعني مدار الساعة أي 24 ساعة يومياً ) ومارست أعمالها وحيدة ومنفردة دون أي معونة من هنا وهناك , فقد كانت الجهة الأولى التي تدخل كافة مواطن المرض والإصابات والبؤر التي كانت تسمى البؤر الساخنة ويليها من هم لهم العمل التالي , فهنا أؤكد أنها الخط الأول دون أي حاجة للتفكير .
بفترة لم تتجاوز اليومين فقط أصبحت البلديات تدير 100% من أمورها بنفسها , كوادرها أصبحت مؤهلة 100% لإدارة هذا الملف الجديد , فما كان منهم إلا أنهم كرسوا أنفسهم للقيام بمهامهم الجديدة تاركين أهليهم وأبنائهم لفترات عمل تجاوزت ال12 ساعه يومياً , لم يتركوا مؤسسة إلا وعقموها ولم يتركوا أماكن تجمع إلا وعقموها حتى المحال التجارية وأبوابها ومداخلها ومخارجها المساجد والكنائس والمدارس لغاية اللحظه لم نرى أي أحد خلافاً للبلديات فهي المتصدر الأول قبل دخول أي شخص لتلك المواقع والأماكن ليراها نظيفة وحينها يبدأ بممارسة أعماله .
رغم ضخ الأخبار الكبير من قبل البلديات دون إستثناء إلا أنها قد تم تهميشها بالكامل , في كل يوم نرى من تصدر المشهد ولكنه بالواقع كان خلف الكوادر البلدية ينتابك شعور أن البلديات كانت مجرد سراب لم يلقى الإهتمام كما نستمع يومياً بالنشرات الإخبارية واللقاءات .
أين مواطن الخلل لا أحد يعلم , لماذا تم تهميش البلديات لاأحد بعلم , كل ما تريده البلديات هو الكلمة الطيبة فهي عملت لوطن لطالما عملت لأجله وما زالت تعمل , في ظل غياب الجميع حافظت البلديات على مستوى النظافة لا بل زادت عن المعهود . فأين الخلل .
كتبت وشرحت وفصلت لأني عايشت تلك الأيام وشاهد عليها وأعتبر نفسي صامت عن الحق إن لم أتحدث .
أتمني أن لا يكون هنالك قصد من وراء هذا الأمر وأن هنالك ( كولسة ) تلوح بالأفق لكن لا تنكروا جهود العاملين فلا تعلموا ما هي الحسرة التي تصيب العامل حينما يرى نفسه ( خارج التغطية ) وهو الذي كان الغطاء الوحيد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى