استقلال / يوسف غيشان

استقلال

انسجاماً مع وصايا النظام العالمي الجديد ، وانفتاحاً على الروح الديمقراطية الحرّة التي تجسدها الولايات المتحدة الأميركية ، وانطلاقاً من تزايد وتيرة النضالات العرقية والإقليمية والعشائرية (إتخسي يا الطبقية ) والعائلية ، والتي تسعى إلى الانسلاخ عن هيمنة الحكومات والولايات والمحافظات والأولوية الأقضيه والحارات المجاورة .
انسجاما وانفتاحاً وانطلاقاً من جميع ما ذكر وما لم يذكر ، فإنني أعلن أنا المدعو يوسف بن ميخائيل بن عوده بن غيشان ألعزيزي ، عن تشكيل قيادة مؤقتة ( تتألف منّي شخصانياً ) لتزّعم حركة التحرر الوطني لاستقلال ( عزيزات أنغاش ) وإعلانها حارة مطلقة السيادة على أراضيها وزققها ، وادعوا أبناء العشيرة الذين هاجروا إلى الحارات الأخرى ، أدعوهم للعودة فوراً من اجل البدء بعمليات التطهير العرقي ضّد كل من لا تسري في عروقه دماء عبدا لرجمن ألعزيزي جد العائلة الأكبر، الذي كان ( حسب الرويات غير المؤكدة ) أحد سَدَنة آلهة العزّى في الكعبة المشرفة .
أولى خطوات برنامجي النضالي ستكون : الطلب من زعيمة العالم الحِرّ ( بكسر الحاء ) حماية خط عرض 31 شمال خط الاستواء ومنع الطيران المعادي من ملامسة هواء بلادي الأشم ، الذي يتنفس فيه ومنه ما لا يقل عن خمسة الآف نسمة ( عداً ونقداً )، يتنفسّون هواءً مضمخا ً بعبق التاريخ والجغرافيا والرياضات والتفاضل والتكامل ومكيانيكا الكم .
ولا يفوتكم بأني سأنصّبُ نفسي رئيساً مؤقتاً لهذه الدولة الفتية، لحين استقرار الأمور واستتباب الأمر لأولى الأمر ؛ فأنا أبن من (جَلّى ) ، وسأتخلى عن جزءٍ من وقتي الثمين في سبيل تشكيل الحكومة العزيزية المشرئبّة ، التي ستكون نبراساً للعلم والثقافة والنغاشة ، وسيحصل كل مواطن في دولتي المستقّلة على جواز سفر أحمر ، حيث سيكون كلُّ مواطنٍ قنصلاً فخرياً لأكثر من دولة ، فالنظام العالمي الجديد خالٍ تماماً من البطالة ولا وجود لما يُسمى بجيوب الفقر أو الاختلالات الهيكلية ، وغيرها من الأوبئة الاقتصادية التي تعاني منها الدول الكبرى ، وسأحصل من صندوق النقد الدولي على ( كذا ) مليار ، لإنشاء حدائق حيوانات واتوسترادات ودواوير وإشارات ضوئية وأنفاق ومحلات فليبرز وخمّارات وستادات رياضية وبرك سباحة ومصانع كوكوكولا وجهاز أمني محترف وجيش جّرار …. في دولتي الحرّة المستقّلة التي لا تقلّ مساحتها عن مليون ( سنتمتر ) مربّع .
وأرجوا أن لا يتهمني أيّ واحدٍ منكم بالانفصالية أو العمالة ، لكني من المؤمنين بأن التفكك هو أساس الوحدة ، التي سَتُبنى لاحقاً على أسسٍ كونفدراليةٍ ، تحفظ لي سيادتي الوطنية وحقّ تقرير المصير.
كما أرجو ان لا يفزع أبناء الحمايل الأخرى داخل عشيرتي من شويحات وطوال ومصاوره وصوالحة وضباعين وخزوز وزوايده ، وغيرهم ….. فأنا أتعهد بأن أمنحهم الحكم الذاتي داخل الدولة العزيزّية الحرّة المستقلة ، وسأُعِّين مخاتيرهم الأفاضل وزراء في حكومتي المؤقتة وأُقسّمُ ( حيشانهم ) إلى دوائر انتخابية ، من أجل تشكيل البرلمان الذي سوف يقرّ الدستور وقوانين الدفاع والأحكام العرفية التي لن تستخدم إلاّ وقت الحاجة ( الماسّة ) بأمنِ الوطنِ واستقلاليته .
أخيراً ، فأنني أدعو أبناء عشيرتي للاجتماع في حوشي لإجراء ترتيبات نقل السلطة سلمياً ، أو إعلان الكفاح المسلح من أجل حارة مستقلّة ، فالدول الصغيرة تحتاج إلى خناجر كبيرةٍ ، وحناجر (تيوبلس ) و …. معاً على الدرب
من كتابي (شغب) الصادر عام 1993

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى