استطلاعاتنا لماذا ؟ / سهير جرادات

استطلاعاتنا لماذا ؟

سهير جرادات

تطالعنا من وقت إلى آخر استطلاعات رأي حول الأداء الحكومي خلال تسعين يوما ، أو مائة وثمانين يوما ، أو خلال عام ، أو عام ونصف العام ، لنعيد الكرَّة بإجراء استطلاعات جديدة لذات الحكومة وأدائها في الفترة نفسها بعد التعديل الأول، ورصد الآراء بعد التعديل الثاني ، واللافت للنظر أن جميع نتائج هذه الاستطلاعات تسجل تراجعا بالثقة، والرضا العام عن الأداء الذي يقوم به رئيس الحكومة وأعضاؤها .

وعلى الرغم من أن هذه النتائج تعكس آراء العامة ، إلا أننا لا نرى أي أثر فاعل لتلك الاستطلاعات الخاصة بالرأي العام، والمسوحات العلمية التي ترصد آراء شريحة من المجتمع يتم تحديدها بعناية ، وعبر عدة أسئلة تطرح عن الحكومة ونهجها وقراراتها وسياساتها وطريقة عملها ، أو ما يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على الساحة المحلية أو العربية أو العالمية ، والتي تشكل رأيًا عامًّا حيال قضية بعينها وبالتالي توجيه صانعي القرار إلى ما تمخضت عنه الاستطلاعات ، ومعرفة ردود الأفعال بالقرارات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي تتخذها الحكومة؛ تفاديا للاصطدام المباشر بالمواطنين الرافضين لهذه القرارات.

مقالات ذات صلة

وللأسف فإن هذه الاستطلاعات ونتائجها ، لا تحدث أي تغيير بالنهج الحكومي على أرض الواقع، مع انها تشير إلى عدم رضا السواد الأعظم من المواطنين عن الأداء الحكومي .

وعلى الرغم من ان بعض نتائج هذه الاستطلاعات تصدر عن مركز استراتيجي له وزنه وثقله وتقديره، إلا أنها لا تؤدي الغرض الذي وجدت من أجله ، فلا مكان لها على أرض الواقع ، ولم نسمع يوما أن حكومة سقطت لتراجع أدائها ، أو تمت مساءلتها رسميا ، أو مساءلة أحد طواقمها لعدم الرضا الشعبي عن أدائه في مجال معين.

إذن السؤال المهم ، لماذا تُجرى هذه الاستطلاعات ؟ التي ترصد لها الميزانيات الكبيرة للإنفاق على الكوادر من المراقبين والباحثين والمنفذين لإجراء الاستطلاع عبر الهاتف مع الشرائح المختارة ، إضافة إلى المحللين الاحصائيين والمشرفين الأكاديميين على اختيار الأسئلة ووضعها بدقة؛ سعيا لاستخلاص النتائج المرادة من الاستطلاع.

ومن المعروف أن قياس توجهات الرأي العام من قبل الحكومة غرضه تصويب الأخطاء، ومعالجة أي خلل في السياسات الحكومية ، وخاصة أن المجتمع الأردني مر خلال الفترات القريبة الماضية بتحولات أثرت على بنيته الاجتماعية والديمغرافية.

ما يدعو للتساؤل والاستغراب: إذا كانت الاستطلاعات لا تحقق الغرض منها، فهل المقصود منها تشغيل كوادر وتنفيع جهات معينة، أم التوصل إلى ردود الأفعال وبالتالي عدم الاكتراث

بها ؟

Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى