ازمة الثقافة الإنتاجية / م . معتز العطين

ازمة الثقافة الإنتاجية

في ظل الظروف الدولية والاقليمية المتغيرة بشكل مستمر يزيد ذلك من حجم المشكلات الداخلية في الاردن نتيجة تذبذب المساعدات الخارجية والتي ساعدت عبر سنوات من تقليل اعتمادنا على انفسنا او في خلق بيئات ومنتجات صناعية وطنية عدا عن تراجع العديد من القطاعات بشكل كبير مثل القطاع الزراعي الذي تراجع مشاركته في الناتج الإجمالي المحلي من 50% في السبعينات إلى 3% اليوم . وهذا دليل واضح على ضعف التشجيع والرعاية للقطاعات الحيوية الاردنية نتيجة اعتمادنا بشكل مباشر على المساعدات وتغيب ثقافة الانتاج وتشجيع ثقافة الوظيفة العامة نتيجة المحفزات التى حرمت منها الوظيفة الخاصة … اليوم لدينا ازمة عميقة في ثقافة الناس الانتاجية وفي سياسات الدولة والتي اعتمدت على المساعدات والتي اصبحت من خلالها الدولة خدمية بامتياز وضعيفة وغير منتجة يترافق ذلك مع ارتفاع مستوى التعليم وزيادة اعداد الخريجين بشكل يسبب ازمة كبيرة في العدد وفي النوعية الغير متوافقه مع احتياجات السوق بالتاكيد كل ذلك يترابط بشكل كبير مع الفقر الذي يغزوا كل القرى والمحافظات وبنسب مرتفعة جدا ..

اليوم نحن في ازمة اقتصادية اجتماعية وسياسية تترافق مع تغيرات دولية تحتم علينا ان ننظر بشكل مختلف لمشاكلنا عن السابق ونبتعد عن سياسة ترحيل المشاكل وتخديرها عبر منطق اننا لن نتقدم مالم نعتمد ونشجع اعتمادنا على انفسنا ونخلق حالة انتاجية صناعية حقيقة عبر مشاريع ذات كثافة عمالية تتتدرج في تسخير التكنولوجيا ونقلها بالتزامن مع تشجيع البحث العلمي عبر ربط الجامعات بالقطاع العام والخاص باستراتيجية شاملة لكل هذه الموسسات بمعادلة الوطنية والتنمية التي تحتاج اليوم ايضا لمشروع حقيقي واقعي كان يجب ان يسبق التفكير باللامركزية عبر خطة تنموية تستفيد من موارد الدولة وتؤسس لحالة تنموية شاملة ..
اعتقد ان الحديث عن جانب الخطط والاستراتيجيات قد اشبع بشكل واضح في حجمها ولكن للاسف كل هذه الخطط والاستراتيجيات بقيت في خانة الشكليات لا اكثر واعتقد ان الحديث عنها لن يجدي اي نفع مالم يرتبط بارادة حقيقة للانتقال للافضل وحل المشاكل واقعيا وتطبيق كل هذه الخطط باسقاطات حقيقة على الواقع بعيدا عن النظر لكل الاردن من عمان دون ملامسة حاجات الناس وقدراتهم ومواردهم بشكل حقيقي للاستفادة من فرصنا ونقاط قوتنا في ظل نقاط ضعفنا وتحدياتنا التي تحتم علينا ان ننظر من قلب مثقوب للدولة لا من ثقب الباب .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى