ارحل يا د.” رزاز” فالرذاذ ينهمر / د. عبد الفتاح طوقان

ارحل يا د.” رزاز” فالرذاذ ينهمر

الرذاذ والبغش والمطر الخفيف كانت اول تنبؤات الحكومة في المئة يوم الاولي مع زيارات الوزراء الي المحافظات ليظهر للعلن فشلها وعدم الترحيب بها، وانه ليس رذاذ وانما امطار وسيول ورياح عاتية تقتلعها ومؤشرة بقرب رحيلها حيث لا يتمتع رئيس الوزراء الأردني بالعديد من المسؤوليات والالتزامات الهامة، انه فقط في نظر الشعب الأردني الصابر – مثل من سبقه – مجرد “مؤدي” يكتب له النص، يعيش الدور كممثل بارع او فاشل حسب متطلبات الدور المرسوم له والمكلف به.

رئيس وزراء، بدرجة موظف كبير لدي ممثل صندوق النقد الدولي ومديرته السلطانة “راضية” كأن الشعب يعيش في فيلم هندي من بوليوود، يميزه حلاوة اللسان ودفء الحديث والمداهنة السياسية ويتحرك ضمن إطار الود والترحيب والالفة وجبر الخواطر دون دواء للداء او تشخيص للعلة او مقبض جراح، ولا يري العقد الاجتماعي الحقيقي بين الشعب والحاكم من خلال دورة حياة إدارة سياسية واقتصادية واقعيه ديناميكية وسينتهي به الامر مثلما انتهي من سبقوه بعد أنزال الستارة الحمراء على خشبة المسرح على كرسي متحرك في مجلس الاعيان، المجلس المريض منذ زمن والشعب يأن و يعان دون جراحة او دواء.

مسرحية ملها الشعب بكل اطيافه، من اقصي اليسار الي اليمين، من العسكر والمدنيين، من الشباب والكهولين ، من العشائر وأبناء الوطن الحقيقين وقصي رحاها في نقل مشوه، مع الفارق، عن مسرح السلطانة المملوكية الهندية “راضية” منذ عام١٢٣٦ الي ١٢٤٠ في دلهي ومع ذلك يستمر المسرح الأردني السياسي في تقديم عروضه جيلا بعد جيل وسط احتجاجات شعبية.

مقالات ذات صلة

وغالباً ما يعمل الرئيس في زاوية محددة، مجبرا لا بطلا، وهو منزوع الصلاحية والولاية والدسم بعلمه وموافقته ان لم يكن ساع الي ذلك أصلا لينفي عن نفسه لاحقا فشل الاداء، دون الخروج عن النص.

رؤساء حكومات ضعيفة، يتم تدوير الوزراء وانتقائهم من حكومات أكثر ضعفا وفشلا سبقتها، تعمل بمثابة “وسطاء” بين الشركات ورجال الاعمال ومقاولين السياسة وزبائن صندوق النقد الدولي لتسويق الفقر والافقار وقوانين الحد من الحريات والضريبة السلبية السيئة. وهذا يعني لا مفاوضات وانما اتباع التوصيات واتلاف السجلات وتغييب المراقبة وإدارة “عدم التغيير” وحماية الفاسدين وتقييد الاعلام والمزيد من الاستهتار بحقوق الشعب الأردني وعشائره ووطنه.

في هذه العجالة من التوصيف للحالة يجد المواطن حكومات جل تركيزها على بعض الأدوار الهامشية، بما في ذلك أسوء الممارسات حول أفضل طريقة للحفاظ على كل شيء ” غير منظمًا ” لإرضاء التوجهات والاملاءات الخارجية وتنفيذ سياسة الخنوع الاقتصادي والسياسي.

المحافظات الأردنية وأبناء الشعب الشريف النظيف الصابر العفيف، في أردن تميز عبر العصور، أرسلوا سهاما الي قلب الحكومة برفضهم استقبال الوزراء وطردهم طلبا للنجاة عبر صرخة مدوية في مواجهه عاصفة المغول والتتار الحكومي المدمرة والمفقرة للشعب.

هذه الصرخة المدوية من حصن الشعب وقلعته في ارجاء الأردن وشعارها “ارحل يا رزاز” تجاوزت مرحلة “الرضي” وعبرت عن نفوس “غير راضية” وهي الصوت الحقيقي والصورة الطبيعية لعمق الوعي الشعبي بفشل حكومة ” راضي ومرضية “والمطالبة بسرعة رحيلها، فلا الشعب راضي ولا الحكومة مُرضية له.

لذا لا بد من طرد وابعاد الوزراء الفاشلين ورؤساء الحكومات المقصرين تحصينا للوطن، وإعادة الأموال المنهوبة وارجاعها والقبض على اسياد الفاسدين وتكليف شخصيات اردنية وطنية قادرة ذات كفاء عالية وانتماء، وتحت ” اردنية وقادرة وكفاءة” مئة خط، فقد اكتوي الشعب من الاستعانة بوثني صناديق النقد الدولي على الأردنيين المؤمنين بتراب الوطن وقيادته الهاشمية.

نصيحة، للدكتور عمر الرزاز قدم استقالتك حتى لا تكون كبش فداء، وارحل بكرامة تكريسا للديمقراطية الحقة في اتباع راي الشعب والشارع الذي لن ييأس من التظاهر و الحراك لطرد الحكومات المتوالية و المتتالية الضعيفة المتوغلة علي جيبه و حرياته و حقوقه، وارحل من اجل الدفاع عن مصالح هذا الشعب الوفي والغاضب معا، وارحل حفاظا علي الدولة الأردنية العظيمة وحق الشعب الأردني الصبور، ارحل لأجل سيرة والدك ومكانتك وصورتك، وإن لم تصغ للنصح مع دنو اجل حكومتك فاستعد للحرب القادمة حيث عاقبة حكومتك وخيمة من أعماق شعب افقرته سياسات الحكومات واستهتارها وحمايتها للفاسدين وسلاحه السلمي “الحراك ” لأجل الحرية ورغيف الخبز.

ارحل بنفس “راضية” مثلما اتيت بنفس “راضية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى