احنا طفارى البلد / علي الشريف

احنا طفارى البلد

للان لم اجد الاغنية التي يمكن ان تعبر عن واقعنا المعيشي كشعب بات يشعر ان كل الايام تفر من بين اصابعة فلا هو قادر ان يوقفها ولا هو بقادر ان يعيدها.
اتكلم بصراحة واطالب شعراء الاغاني والمطربين بان يتحفونا بما نحن نريد ان نسمع اغنية لطفارى البلد او اعنية شحدونا او خذ جراباتي وريحني واعتقد ان الشعراء والمطربين لن يعجزهم الامر.
مصيبة الامر فكل مشاعرنا واحاسيسنا المرهفة باتت تعاني ومتوقفه كلها على كلمات وصوت مطرب مع موسيقى صاخبه وينتهي الامر فمثلا ماذا سينقص ارشيفنا الغنائي لو اطل علينا احدهم باغنية احنا طفارى البلد احنا بلاويها او طل غيره باغنية لاهبه تقول مفرداتها طل ابو قرعة من الحسبة اعتقد اننا سنرقص عليها في افراحنا.
اما اذا عجز الشعراء والمطربون ما علينا الا ان نستعين باحد الاغاني العاطفية التي تقول المي مقطوعة يا فندي او نذهب الى قناة طيور الجنة ونسرق من هناك اغنية انا البندورة الحمرة .
ولماذا للان لم نستطع ان ننجز اغنية واحدة عن الطريق الصحراوي فماذا لو سرقنا الكلمات وغيرناها لتصبح على الطريق الصحراوي ياما توفينا وان خلصت المطبات نبنيها بايدينا “لا تستغربوا فالشعر الغنائي اصبح عندنا مسروقا!
انا اتكلم بشكل جدي فنحن قوم تفرقنا الاغاني التي اطلقوا عليها وطنية فلما لا تجمعنا الاغاني التي تتحدث عن همنا معاناتنا واعتقد ان موال ” ملعون ابوك يا فقر يا حاوجني للانذال” لو تم غنائه بلهجتنا لاجتاح الدنيا وجعلنا كلنا على قلب طفران واحد.
يجمعنا الدم والدين والعلم والقيادة والعشرة والمروؤه والرجولة وتفرقنا اغنية تقول مفرداتها حنا كبار البلد حنا كراسيها وهذه الاغنية كتبها المرحوم المشير حابس المجالي كرسالة موجها كلماتها لكلوب باشا حين تم تعريب الجيس العربي معبرا فيها عن الرجولة الاردنية وان الارض ستبقى لاصحابها وسمعناها على لسان الف مطرب للان فلماذا جيرناها للفرقه والعصبية وربما الاقليمية.
انا لا انكر ان من يغني هذه الاغنية يغنيها من باب وطني واحد وهو يشعر باعتزاز كبير تجاه وطنه ولكن ما استغربه كيف اصبحت هذه الاغنية مثار اتهام وعنصرية واقليمية وتفرقة حتى بالرياضة.
في مصر وعند كل مناسبة وطنية تحدث او حتى مصيبة تصاب بها مصر اول ما نسمعه هناك اغنية واحدة وخالده اسمها( يا حبيبتي يامصر) سمعناها في ميدان التحرير مع مرسي وضد مرسي مع السيسي وضد السيسي ان فاز المنتخب وان خسر تبقى الكلمة الحاضرة الوحيدة حبيبتي يامصر.
وعندنا نسمع اغنية انا امي اردنية وهمها تربي زلم وفي نفس الوقت نعارض اعطاء ابناء الاردنيات الجنسية والمصيبة الكبرى والطامة الاكبر هو التجزئة في الاغاني فمثلا صرنا نسمع اغنية للسلط واخرى لاربد وواحده للامن والثالثة للعقبة وواحده للرمثا وقريبا سنسمع اغنية لكل حارة وزنقة وبيت.
يا عالم لم يتبقى في البلد كراسي ولا طوايل فكلها ذهبت لابناء الذوات مع المكاتب حتى المستعمل لم نعد نلقاه وبقي لنا الطفر فلذلك نريد اغنية تعبر عن حالنا نحن نريد ان نسمع.
احنا طفارى البلد
واحنا بلاويها
وان طفرت حكومتنا
احنا بنصرف عليها .
اخيرا عمان التي ارخت جدائلها فوق الكتفين فاهتز المجد وقبلها بين العينين تعبت وشابت جدائلها وتعبنا كلنا وسنتعب اكثر ان بقينا نرقص على الجراح كي تتسع ولا نبحث عن طبيب وسيتعب الوطن اكثر ان بقينا نغني كراسي وطوايل ودوريات ومخيمات وشمال وجنوب وننسى ان الموت يحيط بالجميع من الجهات الثلاث والبعض لا زال يضع شال الرقص على خصرة ويرقص ولا يدري متى يخر على وجهه مذبوحا من الالم .(اصحوا )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى