احنا أسعد!!! / د . ناصر نايف البزور

احنا أسعد!!!
الدكتور ناصر نايف البزور
كتبَ الساخر أحمد حسن الزعبي على “سواليف” مقالة وسَمها ب “فرصة سعيدة” يتحدّث فيها عن التقرير الذي انتشر مؤخّراً حول ترتيب الدول على مقياس السعادة و الذي تصدّرته الدول الإسكندنافية كالعادة: السويد، ايسلندا، سويسرا فنلندا…الخ!!! و طبعاً جاء الأردن في المرتبة 74 🙂 و هنا لا بُدَّ من دحض نتائج هذا التقرير…
أوّلاً: فهذا مقياس مادي بحت يعتمد على معدّل دخل الأفراد المالي و يتجاهل مصادر السعادة الأخرى مثل القهوة العربية و المنسف و المقلوبة؛ فنحن أكثر الشعوب تناولاً لهذه الوجبات و المشروبات؛ يعني يمكن أن يتم تصنيفنا قبل السويد لو غيّرنا المعايير بتاعتهم… 🙂
ثانيا: هذا التصنيف يتجاهل الجانب الروحي و الأخروي؛ فنحن الأكثر سعادة في الآخرة؛ فلنا الجنّة و لهم النار… 🙂 اللهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة!
ثالثا: نحن أكثر الأمم تسمية لأبنائها بأسماء مبنيّة علة الجذر الثلاثي “س.ع.د”؛ فلدينا سعد، و سعيد، و سعدي، و سعدة، و سعاد و سعود…. فهل لدى الإسكندنافيين أسماء تدلّ على السعادة كأسمائنا؟؟ هل يُمكن أن يكون لديهم شخص اسمه “Happy” 🙂 أي هم أصلاً ليس لديهم “جذر”؛ يعني يبدو أنّهم “قليلين أصل” 🙁
رابعاً: نحن الأمّة الوحيدة في العالم التي تبني تقويمها على مشتقّات السعادة؛ فنح لدينا “سعد الذابح”، و “سعد سعود”، و “سعد بلع” و “سعد الخبايا”…. فماذا لدى الإسكندنافيين غير الثلج و البرد 🙁
خامساً : السعادة أمر نسبي؛ فلو طبّقنا نفس المعيار المادي “تبعهم” لوجدنا آلاف الحيتان و الهوامير في الأردن من أصحاب المليارات و مئات الملايين؛ أوليس هؤلاء أسعد من جميع السويسريين… يكفي أنّ الأغنياء الإسكندنافيين يعيشون في نكد و ضنك لأنّهم مُحاسبون أمام القانون… أمّا هواميرنا فلا يستطيع القانون النيل منهم؛ فهُم يعيشون بلا همًّ و لا غمًّ و لا ….
سادساً: السويديون الذين احتّلوا المرتبة الآولى يدل اسمهم على الحزن و الكآبة فالاسم مشتق من “السواد” و الجذر “س.و.د” … يعني بإمكاننا تغيير اسمنا ببساطة و نشتق من جذرنا “س.ع.د” فنصبح “السعيديون” و تنتهي المشكلة 🙂
شايفين مين أسعد… إحنا ولاّ هُم… ؟؟؟!!! يكفي أنّ لدينا عمر العبدللات و أغنية “يا سعد” 🙂 و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى