سفير أردني في بغداد / عمر عياصرة

سفير أردني في بغداد

الخارجية الاردنية تسمي سفيرا لنا في بغداد، هو منتصر العقلة صاحب الخلفية الاقتصادية كما يصفونه، مجرد تسمية، متى سيعود للعراق لا نعرف، لكن عسى ان يكون قريبا.
العراق دولة مهمة للاردن، لا يمكن تجاهلها استراتيجيا، لا يمكن ترك العلاقة معها للظروف، فالمنطق يقول إنه لا بد من انشاء عمل مؤسسي (خلية نشطة دائمة ودائبة) تفكر في العراق وبكيفية ادامة التواصل معها سياسيا وامنيا واقتصاديا.
الاردن يعاني، يحتاج بغداد اكثر من اي وقت مضى، نحتاجهم اقتصاديا، وبدرجة اقل سياسيا، نعرفهم في الآونة الاخيرة امنيا اكثر، فقد تعاونا في الحرب على الارهاب، ولا زال في الجعبة الكثير لنتبادله.
يقال هناك حوارات لتفعيل النشاط الاقتصادي، فقد جرى الاعلان سابقا عن اعفاءات لبعض البضائع الاردنية لم يدخل حيز التنفيذ، وهناك النفط وانبوب البصرة العقبة، لكن للامانة ما زلنا نراوح مكاننا.
علينا اقناع الاشقاء واقناع انفسنا بأن المصالح الاقتصادية يجب عزلها عن التجاذبات الاقليمية، فمفتاح العراق ليس في طهران او واشنطن بقدر انه في بغداد وعمان.
هذا يحتاج الى جهد كبير وعميق، فالامنيات ليست كالواقع، وعلينا ان ننتبه فالعراق مقبل على انتخابات جديدة، قد تفرز نوري المالكي رئيسا للوزراء، وبينه وبين العبادي فارق كبير في منطق التعامل مع عمان.
لم نوظف في السنوات الاربع الاخيرة علاقاتنا الامنية والعسكرية الجيدة مع بغداد التوظيف الامثل اقتصاديا، لا اعرف ما السبب، وكيف يمكن تدارك ذلك، ولا سيما بعد دخول الاقليم مرحلة ما بعد داعش، الى مرحلة الصدام السعودي الايراني.
في كل الاحوال، تسمية السفير امر جيد، وكنت اتمناه اسما سياسيا فذا، يخترق التفصيلات العراقية، يدرك التوازنات هناك، يتمكن اخيرا من اقناع المجتمع السياسي العراقي بأن الاردن عمق لهم، مهم، ويجب عزل علاقته عن تحالفات الاقليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى