اجتماع الديون.. تسريب القلق / عمر عياصرة

اجتماع الديون .. تسريب القلق

بحضور نخبة عسكرية وامنية وسياسية، نظم الديوان الملكي لقاء مع مجموعة من الزملاء «لا يمثلون كل التفصيلات»، اللقاء كان مطولا، حساسا، صريحا، مقصودا، لكنه للأمانة سرب للرأي العام رسائل مكثفة من القلق.
نقيب الصحفيين، راكان السعايدة، حضر اللقاء، فعلق على حسابه الفيسبوكي قائلا: «في لقاء مطول عقد اليوم مع مسؤولين عسكريين وأمنيين وسياسيين واقتصاديين، سمعت تفاصيل تثير القلق أكثر من إثارتها الاطمئنان».
آخرون، كتبوا مقالات، لم تغادر كثيرا ما قاله السعايدة، وان لم تكن بحجم صراحته، الا انها عبرت عن نفسها بعناوين قلقة، مثل «الوضع صعب جدا»، وغيرها من المفردات المشابهة.
هنا تظهر مجموعة ملاحظات على اجتماع الديوان، اهمها يتعلق بهدف الدولة من الاجتماع، وهل كان مقصودا منه، تمرير رسائل القلق، ولا سيما ان كل من تحدث وكتب عن اللقاء اوصل لنا مشاعر قلقة ومضطربة.
ادرك بقوة، وكتبت عن ذلك مرارا، ان ما جرى في الغوطة اصابنا بحالة عدم يقين، اما ترامب وصفقته، فهي عبء ايضا يؤرق صانع القرار في لحظة وحين.
لكن ما يجعلني غارقا في الاستفهام، هو، لماذا تريد الدولة من الناس جميعا الشعور بالصعوبات، اهي رغبة بتقدير موقفها من القرارات الاقتصادية الصعبة، ام هناك ما يلوح في الافق من تنازلات تحتاج لتفهم ما؟
غير معتاد ان تبث الدولة القلق في نفوس الناس، فهذا عنوان فشل نسبي، لكن يظل السؤال، أهو خطأ ارتكبه رئيس الديوان الملكي، ام ثمة تخطيط مقصود لذلك؟ سؤالان لم يفارقا مخيلتي منذ ثلاثة ايام.
من جهة اخيرة، لا زال الديوان يتجاهل بعض المؤثرين في الرأي العام، يتجاهل كل مقرب من الحركة الاسلامية، واذكره بأن من يتجاهل هؤلاء فهو يتجاهل قواعدهم الاجتماعية وهي بالكم والكيف ليست رقما منسيا.
وفي الختام، اتمنى على الملك عبدالله الثاني، ان يخاطب الاردنيين مباشرة، يصارحهم، ويكاشفهم بالتحديات والممكنات، وعسى ان يكون ذلك قريبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى