ابتسامة النوبلوكس / رائد عبدالرحمن حجازي

ابتسامة النوبلوكس
في حصة الرياضيات للصف الخامس كان درس الحساب عن الدقائق والساعات وكيفية قراءة الوقت .
في تلك الفترة لم أكن أمتلك ساعة يد وكذلك معظم زملائي في الصف إن لم يكن جميعهم . ومع التوضيح والشرح من قِبل المعلم , إلا أننا في البداية كُنا نواجه صعوبة في تحديد الوقت , لذلك طلب منا المعلم عمل وسيلة كرتونية كنموذج لساعة وفيها عقرب للساعات وأخر للدقائق ورحنا نتدرب على ذلك النموذج , حتى اكتسبنا مهارة قراءة الوقت الصحيح .
في فترة امتحانات نهاية السنة الدراسية تم الإتفاق بيني وبين الوالد رحمه الله على أن يشتري لي ساعة يد كهدية تشجيعية إذا حصلت على نتيجة ممتازة , وهذا ما كان .
تمت عملية الشراء لساعة من نوع (نوبلوكس) وفيها ثلاثة عقارب , ومن شدة فرحي بها وضعتها في معصم يدي , وصرت كلما قابلت أحدهم أحرك يدي كي أُلفت نظره للساعة . وصرت أسمع عبارات المجاملة والتشجيع من الكبار وهم يقولون :ما شاء الله أنت بتعرف للساعة عموه ؟ ومحسوبكوا يكبر راسي وما حدا قدي . ولكي أثبت لهم بأني أعرف للساعة كنت أقول لهم كم الوقت في حينه . (أي الساعة كذا وكذا ) .
طبعاً كان هناك سؤال أخير ومشترك من الجميع رجالاً ونساءً ألا وهو : كم سعرها ؟ فأنا لا أعرف كم ثمنها والوالد لم يخبرني بكم اشتراها إلا أني وضعت لها سعر يقارب سعر ساعات السيتزن والأورينت في ذلك الوقت . لذلك حددت لساعتي النوبلوكس سعر وهو 15 ديناراً . الغريب كلما قلت هذا السعر لأحدهم يتفاجأ ويقول لي : هو أشوف بالله شو نوعها . وبعد ذلك يبتسم ابتسامة صفراء لم أكن أعرف ما المقصود بها . إلى أن مررت ذات يوم بمحل للساعات وشاهدت ساعة (نوبلوكس) شبيهة بالتي معي تماماً وسعرها 3 دنانير . في تلك اللحظة أدركت لماذا كان كل من أجيبه عن ثمنها يُطلق تلك الابتسامة الصفراء .
المشكلة أن الابتسامة الصفراء لا زالت تلاحقني لليوم , فكلما طرحت سؤالاً لمصلحة من بيعت مُقدرات الوطن ؟ يكون الجواب إبتسامة صفراء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى