إيّاكم و الفَغْم / كامل نصيرات

إيّاكم و الفَغْم

للأمانة فقد استطعتُ خلال الفترة الماضية أن أشتري ثلاثة كيلو بندورة (على مكملهن ) ..وقمتُ بجمع أفراد أسرتي بعد أن وضعت الكيس في نُص الصالون وقلتُ لهم : –
يا أبنائي : تعلمون الآن أن هذي هي البندورة : وتعلمون أن لونها أحمر ..وتعلمون بإنني كنتُ سابقاً آتيكم بها و الحبةُ منها تملأ الكفّ : وتعلمون أيضاً بأن البندورة سابقاً كانت ( تفشخ ) أكبر زلمة .. فلا تعجبوا يا أبنائي : هذه أحوال الدنيا : فكما أن الاوضاع في أرجاء الدنيا تتبدل فإن البندورة في غمضة عين تتبدل أيضاً : ومن الطبيعي جداً أن نصحو ذات يوم ونجد أن البندورة تحولت إلى جائزة كبرى تُمنح لأفضل ديوان شعر : أو تكون هي القيمة الحقيقية لجائزة الدولة التقديرية في أي دولة كانت أو في أي علم من العلوم ..
لذلك : عليكم أن تستغلوا الفرصة جيداً يا أبنائي ..وعليكم أن تشكروا أباكم ( إللي هو أنا ) على هذه الفرصة التاريخية النادرة التي صنعها لكم وجمعكم ثانية مع البندورة ..إياكم و الفغم ..إياكم و الفغم.. إياكم و الفغم..!! فالفغم عادة قديمة يجب أن نحاربها بكل السبل..!!
وعليكم من الآن أن تستعدوا لتؤرخوا أيامكم بوجود البندورة و أن تقولوا : قبل ما يكون عندنا حبة بندورة بإسبوع : أو بعد ما انسرقت حبة بندورة جارنا بثلاثة أيام : وهكذا دواليك : لأن التأريخ هو طريق الشعوب إلى النهوض : فانهضوا الآن آمنين ورايح أقطع إيد إللي يمد إيدو على حبة من السحارة ..
ويلاّ قوموا انصرفوا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى