إيران تقترب.. / سهير جرادات

إيران تقترب..

من الواضح أن شهر رمضان لهذا العام أخف وطأة علينا من العام الماضي ، الذي كانت بدايته ساخنة جدا، عندما استهل المواطن الأردني شهره على حادثة غريبة علينا وجريمة بشعة راح ضحيتها خمسة من منتسبي جهاز المخابرات ، والمستهجن في هذه الحادثة أنها وقعت في عقر دار جهاز قوي ، بل قوي جدا ، ومشهود له بمكانته عربيا وعالميا قبل الاشادة به داخليا .والأمر لم يتوقف عند تلك البداية ، بل توالت الويلات علينا ،حيث تبعتها حادثة الركبان التي تبناها تنظيم “داعش ” الإرهابي، وراح ضحيتها سبعة شهداء، وهي حادثة استهدفت أمننا الوطني من قبل تنظيمات ارهابية ، اخترقتنا عن طريق الجبهتين السورية والعراقية ،لكن عملية البقعة بقيت ضبابية لعدم تبني أي جهة لها.في رمضان هذا العام ، ولله الحمد ، يبدو أننا أكثر هدوءا رغم ما يحيط بنا من أحداث ساخنة ، تتصاعد بين حين وآخر ، سبقتها قمة الرياض ، وما حدث خلال القاء الملك عبدالله الثاني كلمته ، والسلام على النبي العربي الهاشمي ، ورد الملك سلمان بن عبد العزيز المباشر بقراءة الصلاة الابراهيمية، لكن ما شهدته الأيام الأولى من الشهر الفضيل كان ترطيباللأجواء من قبل السعودية تجاه الأردن ، فكانت مأدبة الافطار الملكية احتواء لما حدث ، بعد أداء الملك عبدالله الثاني ومرافقيه رؤساء الأجهزة الأمنية الحساسة، ورئيس الوزراء لمناسك العمرة ، التي يؤديها سنويا ، إلا أنها جاءت هذا العام مبكرة قليلا، وهذا يثبت أهمية الاردن والمحافظة على مكانة الجغرافية ، وضمان تنفيذ ” المشروع السعودي” الذي يهدف إلى التمويل العسكري ضد التنظيمات الإرهابية ، الموجودة على الحدودالصحراوية التي تربط الحدود الأردنية العراقية بالأراضي السورية ، في منطقة تعرف ب ” مثلث التنف”، التي تسعى تنظيمات طائفية وإرهابية للسيطرة عليه، ليكون لها منفذا للدخول إلى المنطقة والعبث بها ،وهذا الوضع يحتم تعاونا عسكريا مشتركا بين السعودية والأردن ، لمنع وصولتنظيم الدولة ” داعش “، وغيره من التنظيمات الارهابية إلى الحدود السعودية عن طريق الأردن .قبل رمضان ، بدأ هناك تراجع للنفوذ الامريكي على معبر ” التنف ” أمام تقدم المليشيات الشيعية المدعومة من إيران نحو المعبر الاستراتيجي ، في محاولة للسيطرة على المعبر الحدودي مع العراق في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الأردنية ، لتصبح تلك المليشيات الشيعية على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً فقط من “مثلث التنف ” الذي يربط البلدان الثلاثة: سوريا والعراق والأردن.من الواضح بأن هناك مؤشرات عسكرية ستشهدها المنطقة خلال الأيام المقبلة ، ولن نكون نحن في الأردن بعيدين عنها ،بل إننا أكثر المتأثرين بها رغم نفي رئيس هيئة الأركان المشتركة لوجود قواتنا المسلحة في الأراضي السورية،خلافا لما يشاع عبر وسائل الإعلام المتعددة بأن قواتنا المسلحة سيكون لها دور داخل الأراضي السورية ، وان إعادة هيكلة قواتنا المسلحة ما هي إلا تصحيح لما هو موجود بما يتناسب مع الأوضاع الراهنة باعتبار التهديدات على المدى المنظور تهديدات إرهابية.الواقع يقول: ان إيران تقترب … تقترب، والمسافة التي تفصلها عن حدودنا ثلاثين كيلو مترا فقط..الله ينهي رمضان على خير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ايران تنتشر كالسرطان في منطقتنا لقد حذر جلالة الملك حفظه الله من الهلال الشيعي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى