إن كانت حادثة السفارة أزمة…!! / عاهد الدحدل العظامات

إن كانت حادثة السفارة أزمة…!!

من الواضح أن إسرائيل تعتبر ما حصل في سفارتها في العاصمة عمّان الليلة الماضية أزمة مع أن المجني عليهما هما مواطنان اردنينا والجاني الذي تسبب بالقتل هو حارس إسرائيلي تسعى اسرائيل ممثلة برئيسها النتن ياهو لبذل أقصى ما يمكن بذله من جهد في تفاوضها مع السلطات الاردنية لإسترجاعه بعد أن تحفظت عليه الأجهزة الأمنية داخل السفارة ومنعته من السفر لحين أخذِ إفادته عما حدث ولماذا. وبالرغم من أن الرأي العام الاردني منذ الأمس وهو لا يزال في حيرةٍ من أمره في ظل تعدد الروايات والغموض الغير مبرر في سرد القصة وإرتباك الحكومة في التعامل مع ما حيثيات الطارئة وإظهارها للحقائق الأصلية وهذا ما عتدنا عليه من حكوماتنا في مثل هذه المواقف إلا أن المواطن الاردني على يقين تام ما لا يدعُ مجالاً للشك بأن الحارس الإسرائيلي هو المخطئ بالدرجة الإولى والمُفتعل لما حدث وقاتل مواطنيين اردنيين دون أدنى إحتراماً منه للوطن الذي هو فيه وليس بالغريب على الصهاينة قتلُنا وعدم إحترامنا خصوصاً وأننا كاردنيين لنا معهم سابقات مماثلة لهذه الحادثة قد إنتصروا وكنا نحن الخاسرين فكيف لنا أن ننسى القاضي رائد زعيتر وسعيد عمرو ومحممود الكسجي وآخرها الشاب الجواودة هؤلاء الذين إستشهدوا برصاص البندقية الإسرائيلية ولم نأخذ لهم ثأراً. فهل سيكون الرد مختلفاً على حيثيات هذه الحادثة أم أنه لا جديد.

إن كانت إسرائيل تعتبرهذه الحادثة التي لم يكن ضحيتُها مواطناً لهم مع الاردن وسط ما لوحظ من إهتماماً من جانبها وتحركها الدبلوماسي وإتصالاتُها المباشرة وإصرارها على تسليم حارسا والسماح له بالسفر لإسرائيل ويريدونها أن تُحل بأسرع وقتٍ ممكن. فماذا علينا أن نقول نحن عن حقنا عندكم وكيف نصفُ أزماتنا معكم منذ السنين والأعوام الماضية وتطوراتها الأخيرة على المسجد الأقصى وإغلاقكم لإبوابه دون إدنى إحساس بمشاعرنا كعرب ومسلمين.

إعتباركم للحادثة على أنها أزمة وإصراركم المُلّح على إستلامكم لحارس سفاره وليس سفيرها ولا دبلوماسياً فيها عبره ودرس لنا كعرب حكاماً وإنظمة وشعوب؛ تعلموننا كيف يُطالب الحق قبل جفاف الدم..

مقالات ذات صلة

أنها المفارقة يا سادة فإسرائيل بيوم وليلة يعتبرون ما حدث في السفارة أزمة ويُطالبون بحقهم في إستلام الحارس؛ ونحن منذ زمناً طويل وما زلنا ننعتُ أزمتنا مع المحتل لبلادنا العربية بقضية يجب تسويتُها دون أن نُطالب بحقنا بالأقصى وفلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى