إغلاق الجزيرة.. طلب لا يمكن تفهمه

إغلاق الجزيرة.. طلب لا يمكن تفهمه

عمر عياصرة

أخيرا وبإلحاح كبير، طلب وزير الخارجية الاميركي ركس تيلرسون من الدول الاربع: السعودية والامارات ومصر والبحرين، التقدم بمطالبها الى دولة قطر من اجل الدخول في نقاش او قل البدء بجهود المصالحة.
قائمة المطالب احتوت ثلاثة عشر شرطا تعجيزيا لتجاوز الازمة، ورفع الحصار عن الدوحة، اهمها واغربها المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة.
بل لم تكتف المطالب بالتعرض للجزيرة، حيث تعدى الامر الى المطالبة بإغلاق كافة وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، على سبيل المثال: مواقع عربي 21، رصد، العربي الجديد، مكملين، شرق، ميدل إيست آي الخ.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
تلرسون في معرض طلبه اعداد قائمة المطالب، تحدث عن رغبته بكونها منطقية ويمكن تطبيقها، ولا نعلم ما مدى التشاور الذي جرى بين الولايات المتحدة وبين الدول الاربعة على المطالب.
ولا نعرف كيف تسمح واشنطن لنفسها بتمرير مطالب اغلاق مؤسسات اعلامية لها ملايين من المتابعين؛ مما يجعلها تخالف قيمها الحرة التي نعرفها عن اميركا.
الطلب بإغلاق الجزيرة امر غير مسبوق في الازمات العالمية ربما منذ بدء الخليقة، ويعد تدخلا سافرا في سيادة الآخر وهويته وحريته، وهو بمثابة اعلان وصاية وانتداب على دولة اخرى.
من يخاف من وسيلة اعلامية تقدم الرأي والرأي الآخر، عليه مواجهتها بمنطق الاعلام والحجة واظهار الحقيقة والشفافية، لا بإغلاقها والتباكي على ما تقدمه من معلومات وحقائق.
أدرك ان قناة الجزيرة لا تروق للحالة الاستبدادية التي يعيشها النظام الرسمي العربي، لكن مواجهتها لا تكون بحجبها، فهذا طلب سخيف وفيه اسفاف، لذلك لا يمكننا تفهم الطلب بإغلاق قناة الجزيرة الا من باب ان هذه الدول تخاف وترتعد من الحقيقة، وهنا نستشرف ان الحقيقة قادرة على العودة مهما كان التضييق.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى