إعلانات النصر على داعش تنهمر كالمطر

إعلانات النصر على داعش تنهمر كالمطر

عمر عياصرة

طهران وبغداد وبيروت ودمشق، كلها اعلنت الانتصار على داعش ونهاية حقبته، طبعا، ما كان ذلك ليتحقق لولا سلاح الجو الاميركي الذي اعتمد سياسة الارض المحروقة.
اعلان النصر على داعش، والتسابق بين هذه العواصم لنيل شرفه، يحمل رسائل سياسية متعددة ارادت هذه العواصم ايصالها، اهمها، ان المحور الايراني الطائفي الميلشياتي انتصر، وانه يستعد للحصاد السياسي.
من جهتي ارى ان الاعلان عن نهاية داعش سيشكل تحديا كبيرا للمحور الايراني، ولعل ما ظهر اخيرا في خطاب حسن روحاني الرئيس الايراني من خروج عن المعهود واللباقة، يدل على ان المرحلة القادمة ستكون اكثر تعقيدا من قيادة الميليشيات، وهتافات الطائفة.
من جهة اخرى، هناك سؤال كبير سوف يتم طرحه، عن مستقبل التواجد المليشياتي الايراني في سوريا، وسؤال آخر، عن الحشد الشعبي في العراق، وعن ضرورة اعادة النظر بمجمل العملية السياسية لبغداد.
انتهت داعش، نصر مبين تعلنه ايران، اذا، عليها ان تزيل كل مبررات حشر انفها في مواقع زعمت انها قاتلت الارهاب فيه، وهذا تحد كبير واستحقاق قادم.
صحيح ان ايران اعلنت النصر على لسان روحاني، واظهرت قاسم سليماني يحرر قرية البو كمال، لكن بالمقابل سيق بشار الاسد الى موسكو رغم انفه، ذليلا صاغرا وحيدا، دون اي من اركان نظامه، وبلا علم في الصورة، لتكون الرسالة ان بشار الايراني انتهى، وجاء عهد تفاهمات روسيا واميركا.
هناك استحقاقات قادمة يجب على ايران التعامل معها، فذراعها القوي في لبنان «حزب الله» يتعرض لضغوط شديدة، قد تصل لحرب ضروس تدميرية.
الميلشيات يجب ان تنتهي، فغبار الفوضى شارف على الانتهاء، ومن هنا، ننتظر، من ايرانت الخبيرة، صياغة خطاب تصالحي مع المنطقة، خطاب الجلوس على الطاولة، فما قاله وزير خارجيتنا الصفدي كان منطقيا، فالجميع مرهق، ولا يحتمل حربا جديدة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى