إشراقه دينية إسلامية شرعية بلغة الرياضيات المنطقية

إشراقه دينية إسلامية شرعية بلغة الرياضيات المنطقية

الشيخ عبدالله ابو عابد

قد حذرت في غير مره من عدم التعامل مع جلال الله وقدره بلغة الرياضيات إذ أنها لا تليق بجلاله وعظيم سلطانه . وعنونت لها تحت مسمى (إحذر أن تتعامل مع الله بلغة الرياضيات) . ولعلي أبين اكثر بضرب الامثله .
اقول احبتي يومنا 24 ساعه ولو قُسم اليوم الى ثلاث أثلاث فسوف يكون الناتج كل ثلث 8 ساعات وعلى هذا اليك التالي :
تقسيم اليوم بلغة الرياضيات .

1 – لو نمت فقط 8 ساعات (واغلب الناس واكثرهم) ينامون بما لا يقل عن هذه الساعات وبعضهم يتجاوزها وقله قليله تنام اقل منها . فسناْخذ المتوسط ونقول 8 ساعات للنوم !!
وقفه : هنا ذهب الثلث .
تدبر : بلغة الرياضيات أين العباده لله في هذا الثلث !!

2 – ايضاً كلنا يعمل ولديه وضيفه او عمل شخصي حر ولا يقل عملك عن 8 ساعات في النهار (بالنسبه للوظيفه) اما العمل الحر فلعله سيأخذ منك أكثر من 8 ساعات . فسنأخذ المتوسط ونقول 8 ساعات للعمل !! (والعمل شرعاً وجب عليك تاديته باخلاص واتقان وان لا تنشغل بغيره عنه إذ أنك مستأمن عليه وعبادة الله مثلا في مكتبك اثناء قيامك بعملك كمسك المصحف والقراءه به او الصلاة بشكل مطول وتركك عملك الذي هو فرض عليك ومن باب اولى القيام به (فالعمل عباده اصلاً) لا يجوز شرعاً بهذه الصوره مع علمنا وحرصناً على ان تقوم بتادية ما عليك من صلاة في وقت عملك وهذا لا ياخذ منك وقت بلغة الرياضيات الا دقائق معدوده ولن يمنعك عن تاديته رب العمل ) .
وقفه : هنا ذهب الثلث الثاني .
تدبر : بلغة الرياضيات أين العباده لله في هذا الثلث !!

3 – هذا الثلث الثالث والاخير واحسب معي ماذا يوجد فيه بين قوسين (وبعدما استثنينى (النوم والعمل) يبقى عليك القيام بالصلاة ومجالسة زوجتك وافراد اسرتك وخروجك للخلاء وطعامك وزياراتك اليوميه وجلوسك للاعمال البيتيه ومشاغلها وذهابك للسوق والتسوق والسمر في اغلب الليال … الخ واحوال لا يعلم بها الا الله وكل هذا ستخصمه من الثلث الثالث الذي ترتب على عاتقه القيام بكل هذه الامور .
وقفه : هنا ذهب الثلث الثالث وذهب اليوم كله .
تدبر : بلغة الرياضيات أين الساعات بل أين الدقائق التي عبدت الله بها خالصه مخلصه لوجهه الكريم ولم يدخل فيها سهو ولهو وانشغال !!

خذ العبره : قصه تعبر عن كلام كثير ونقاط مبهمه كبيره وبغظ النظر عن ثبوت القصه او عدمه لدي إلا أنني أدرجتها لاختصر كثير من الكلام والوقت مع اخذ الشاهد منها وهي :
رأى نوح عليه السلام إمراة تبكي فسألها لماذا تبيكين ؟
قالت : توفي إبني وهو صغير . فسألها نوح عليه السلام عن عمر إبنها
فقالت : 300 سنة !!
لاحظوا 300 سنة وهو صغير
قال لها نوح بقصد التخفيف عن حزنها فماذا سوف تفعلين لو عشتي في أمة أعمارهم لا تتجاوز الستين ؟ طبعاً يقصد أمتنا
قالت : أو هنالك من يعيش للستين ؟
قال : نعم
قالت : والله لو عشت معهم لجعلتها سجدة واحدة لله .

فبلغة الرياضيات المزعومه لو عشت 60 سنه فثلثها 20 سنه (أي أنك قضيت من عمرك 20 سنه مستغرقاً بالنوم و 20 سنه منشغلاً بالعمل و 20 سنه لباقي ما تبقى من مشاغل كما بينا سابقاً) فنحن لا نتحدث بهذه اللغه مع الله ولا نقبلها البته ونرفضها تماماً لقبيح شأنها .
والنتيجه من الشاهد : إن عاملت الله بلغة الرياضيات فأنت ذو خسران مبين .
والسؤال القوي والمباشر ؟ والصراحة خير من النفاق والمجاملة بالباطل فأين عبادتنا لله بلغة الرياضيات بحسبه عادله وظمير منصف !!

إحذر من ضياع الاوقات فيما لا خير فيه وهذه لوحدها معضله كبيره وتذكر حديث النبي صل الله عليه وسلم لذلك تجد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يسألون النبي صل الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن أفضل الأعمال التي ينالون بها أرقى المراتب عند الله تعالى فيجيبهم النبي صل الله عليه وسلم عما يسألون . فيقول النبي صل الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحه والفراغ . مغبون : أي : ذو خسران فيهما كثير من الناس .

همسه : وإن أهم ما يساعد على اغتنام الأوقات الهروب من المجالس الخاوية وترك فضول الكلام والنأي عن أهل الكسل والبطالة ومصاحبة المجدين النبهاء الأذكياء المتيقظين للوقت والدقائق والانغماس في متعة المطالعة والاستزادة من المعرفة .
فالعاقل الموفق من يملأ حاضر عمره ووقته بفائدة وعمل صالح نافع فيترقى في مدارج السمو والرفعة يطلب علما أو يكتب درسا أو يتعلم صنعة أو يزور رحما أو يعود مريضا أو ينصح ضالا أو يتكسب رزقا يقوم به على عياله يكفهم عما في أيدي الناس .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً . أي : فارغا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة .
وليس في حياة المسلم تسلية في غير فائده لمعاشه ودينه .
وحبيبي يقول صل الله عليه وسلم : احرص على ما ينفعك واستعن بالله .
ولو سألك الله تعالى يوم القيامة عن هذه الأوقات التي أضعتها في القيل والقال فبماذا ستجيب وتذكر قول النبي صل الله عليه وسلم (وناخذ الشاهد منه لعدم الاطاله) : لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتى يسأل عن عمره فيما افناه . فكلنا ذلك العبد يا رعاكم الله .

هديه : والله الذي لا اله الا هو لو نويت لله في كل قول وعمل ديني او دنيوي فسيكون لك عباده تؤجر عليها ونومك عباده اذا نويته لله وعملك في مكتبك عباده اذا نويته لله وسائر ما تقوم به من اعمال تكون لك عباده تؤجر عليها فقط انوي بها لله تعالى وتذكر حديث المصطفى صل الله عليه وسلم : إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى .

أما آن لنا أن نتوب ونستغفر علام الغيوب أما آن لنا ان نستحي من خالقنا
فأين أين نحن بجنب من مضى من القرون وانقضى .
فما أجمل وأعظم وأزهى وأبهى وأزكى وأحلى من أن نتعظ بالمواعظ الربانيه والاحاديث النبويه التي فيها خير لنا في معاشنا وعاقبة امرنا .
اللهم صل على ابي وامي وحبيبي وقرة عيني وقائدي وأسوتي الحسنه وشفيعي ابا القاسم محمد إبن عبدالله صلوات رب عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه .
همسه اختم بها : من رأى في عمله إخلاص فعمله يحتاج الى إخلاص .
الله أسأل أن ينفعنا واياكم بهذه الكليمات القليله لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى