إستقلال الأردن: بناء الإنسان والأوطان.

إستقلال الأردن : بناء الإنسان والأوطان.

كتب: نورس عدنان قطيش.

يستذكر الأردنيون اليوم من كلّ عام ذكرى مجيدة على قلوبهم وهي استقلال الأردن وتحرره من السيطرة الأجنبية لتصبح بفضل الهاشميين مع بزوغ فجر الخامس والعشرين من أيّار دولة مدنية ذات إستقلاليّة تامّة.
في هذا اليوم نستذكر الأحرار الذين كسروا القيد عن شمس الأوطان، لتشرق بعدها في كلّ بيت أسهم في البناء والإستقرار وخطا بالأردن نحو التنمية والرفاه والإزدهار.
الإستقلال ليس مجرد كلمة بقدر ما تعكس حجم الإنجازات التي بذلها الهاشميون بسواعد الأردنيون لتضع الأردن في مقدمة الدول وجعل اسمه يتردد بين الأمم.
استطاع الأردن بنسيجه المتكامل وهويته الجامعة تجاوز العديد من العقبات التي واجهها وذلّل الكثير من الصعاب جرّاء الأزمات التي اعترضها وهو يرسم طريقاً مشرقاً برؤية قيادية ثاقبة لتحقيق الأهداف المنشودة والآمال المرجوّة.
كان للأردن الدور الريادي في تعريز التعاون العربي والتوصل لحلّ سلمي بين الأشقاء، مما يضمن العمل باستراتيجية قوميّة واسلاميّة تحقق المطلوب وتحفظ أمن البلدان، ولا ننسى الدور الأبرز في دعم قضايا الأخوة العرب واللاجئين إبان ما يحدث فيها من إرهاب شتتها وشرّد منها الإنسان.
وإذ نحتفل اليوم يغمرنا الأمل ويحدونا التفاؤل باستمرار النهضة في عهد الملك عبدالله الثاني، برؤيته المشرقة ومواقفه الحكيمة تمكن الأردن من تبوأ المكانة المرموقة ليحظى بالإحترام الأممي مما أثّر إيجاباً في الرفعة وعلو الشأن.
وعلى الصعيد المحلي يسعى جاهداً جلالته بتدعيم النماء وتعزيز الإنتاجية وتكافؤ الفرص والعدالة عملاً برسالة الإسلام السمحة وبما يضمن التطور والنهضة ونشوء مجتمعات بنّاءة لمواصلة التقدم والنمو.
كما في هذا اليوم تحرر الأردن من قبضة الإستعمار يجب أن لا ننسى شأن تحرير الإنسان نفسه من الأوهام ، ذلك بداية الخطى لبناءه والنأي به عن الآثام، فالقيود تكبّل النمو وبهذا يخفق الفرد في المسير ويفشل في الكثير مما يسهل السيطرة عليه وتجهيل المصير.
الإنسان من يبني الأوطان، وهو النواة الأساسية لعمارة الأرض وبلوغ الأمم والأقوام، وللأهميّة القصوى في هذا ركزّ جلالته في العديد من خطاباته على ذلك، والإيعاز لكافة الجهات الشريكة في التنشئة بصقل الفرد وتعميق القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية لمواكبة عصر السرعة ومواجهة التحديات في ظلّ سباق حضاري محتدم بين الأمم.
ما احوجنا اليوم لإنسان ينعم بحريّة ملئ الفضاء وعزيمة حدّ السماء، يقدر على تسيير أموره وإدارة نفسه ومعَزَزاً بالقيم الأصلية والأخلاق الحميدة والعلم النافع والثقافة الشاملة مما يواصل بذلك بناء الحضارة.
الإنسان هو المحرّك الرئيس لسباق الأمم والتنافسية في التطور والرقيّ، لهذا تظهر الحاجة جليّاً لإعداد الفرد وتسليحه بشتى المعارف وأصناف العلوم، وإعادة صياغة الشخصية بما يتطلب المنافسة في هذا السباق، شخصية تتمتع بإرادة صلبة ورؤية مبصرة لتبادر في تعليم وغرس أخلاقيات التعدد، القبول، التسامح، التشجيع وطرد القيم البالية التي تزيد من الإنشقاقات وتفتت النسيج وتهدم الحضارات.
نعيش في عصر الزخم المعرفي، وحاجتنا لإنسان يواكب ذلك بخطى متوازنة غير متقهقر لينهل منها ما استحدث، فعلى عاتقه تُبنى الحضارات وتزدهر الأوطان، لذا يجب التحلي بمواصفات متكاملة تغلب فيها قيم الخير والصلاح للمساهمة الفاعلة في التنمية والفلاح وتصويب المسار لجمع ضلّ الطريق وافنى العمر في الانتظار.
في التعاون على الخير تعمّر الأرض، وبنشر الفضائل الحميدة تنعكس السعادة وطمأنينة البال، لبناء مجتمع إنساني ينبذ الشرّ ويبدد الظلام، وطن قائم على الحقّ بحبّ وسلام.
هنيئاً لنا جميعاً في يوم الإستقلال، وهنيئاً لقائدنا الملهم الذي بحكمته نتفيئ ظلال الأمن والأمان وبرؤيته المشرقة نبصر المستقبل ليبقى الأردن واحة ينعم بها كلّ إنسان.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى